خطيبة النساء

هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرؤ القيس بن عبد الأشهل،[١] ابنة عمّ معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، تُكنّى بأمّ سلمة،[٢]وفدت على النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة الأولى للهجرة فبايعته، وعُرفت بالشجاعة والإقدام، ولها رواية في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٣] وقد سمّيت بخطيبة النساء لبراعتها في الخطابة، وحُسن كلامها، وتصدّرها الحديث والسؤال عن جموع النساء، ومن ذلك سؤالها النبي -صلى الله عليه وسلم- أمام جمع من الرجال عن أجر النساء مقابل جهاد الرجال واستشهادهم.[٤]


حيث قالت: "يا رسولَ اللهِ، إنِّي وافدةُ النِّساءِ إليكَ، مَن رأَيتَ ومَن لم تَرَ.. كتَبَ اللهُ الجهادَ على الرِّجالِ، فإنْ يُصيبوا أُجِروا، وإنْ ماتوا وقَعَ أَجْرُهم على اللهِ، وإنْ قُتِلوا كانوا أحياءً عندَ اللهِ يُرزَقونَ، ونحنُ نحسُّ دَوابَّهم، ونَقومُ بهم، فلنا مِن ذلكَ شَيءٌ؟ فقال رسولُ اللهِ: أَخبِري مَن لَقيتِ مِن النِّساءِ أنَّ طاعةَ الزَّوجِ، واعترافَ حقِّه تَعدِلُ ذلكَ، وقليلٌ مِنكنَّ تفعَلُ ذلكَ".[٥][٤]


ومن الجدير بالذكر أنّ آيات عدّة الطلاق نزلتْ بها -رضي الله عنها-؛ حيث تطلّقت على زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن للمطلقات قبل ذلك عدّة، فكانت هي أول من نزل بها عدّة الطلاق؛ وذلك بقوله -تعالى-: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ).[٦][٧]


إسلامها وبيعتها

لمّا بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير -رضي الله عنه- إلى المدينة المنورة لدعوة الناس إلى الإسلام، وتعليمهم أمور دينهم، أسلم به سعد بن معاذ -رضي الله عنه-؛ وذهب إلى قومه بني عبد الأشهل قائلاً: "كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا"، فأسلم بنو عبد الأشهل وكانوا أول من أسلم من الأنصار،[٨] وكانت أسماء بنت السكن -رضي الله عنها- من بينهم، بالإضافة إلى كونها من أوائل من بايع النبي -صلى الله عليه وسلم- من النساء، وقد ذكرتها المصادر بكنيّة أم عامر.[٩]


شجاعتها

شهدت أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- عدداً مع المشاهد والغزوات زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما شهدت واقعة اليرموك؛ وقتلت من الروم تسعة رجال،[١٠] وقيل إنّ ذلك كان صبيحة عرسها؛ لمّا قتل الروم زوجها خلعت أسماء عمود خيمتها، وقتلت به تسعة من الرجال انتقاماً لزوجها.[١١]


روايتها للحديث

اشتهرت أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- برواية الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أخرج لها عدد من أصحاب السنن؛ كالترمذي، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجه،[١٢] ومن الأحاديث التي روتها هذه الصحابيّة الجليلة ما يأتي:

  • (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تُوُفِّيَ يومَ تُوُفِّيَ، ودِرْعُه مرْهونَةٌ عندَ رجلٍ من اليهودِ).[١٣]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (العقيقةُ حقٌّ، عنِ الغلامِ شاتانِ متكافِئتانِ، وعنِ الجاريَةِ شاةٌ).[١٤]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقْتُلوا أولادَكم سِرًّا، فإنَّ قتْلَ الغَيْلِ يُدرِكُ الفارِسَ، فيُدَعْثِرُه عن ظَهْرِ فرَسِهِ).[١٥]

المراجع

  1. الخطيب البغدادي، الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة، صفحة 29، جزء 1.
  2. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 21، جزء 8. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 305، جزء 13. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الثعلبي، تفسير الثعلبي الكشف والبيان عن تفسير القرآن، صفحة 196-197، جزء 6. بتصرّف.
  5. رواه ابن حبان، في المجروحين، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:378، فيه رشدين بن كريب يروي عن أبيه أشياء ليس تشبه حديث الأثبات.
  6. سورة البقرة، آية:228
  7. الروداني، محمد بن سليمان المغربي، جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد، صفحة 176، جزء 2. بتصرّف.
  8. الطيب بامخرمة، قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر، صفحة 85، جزء 1. بتصرّف.
  9. ابن الأثير، أبو الحسن، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 347، جزء 7. بتصرّف.
  10. أبو القاسم ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 34، جزء 69. بتصرّف.
  11. سيد حسين العفاني، دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 22، جزء 1. بتصرّف.
  12. الصفدي، الوافي بالوفيات، صفحة 34، جزء 9. بتصرّف.
  13. رواه الإمام أحمد، في المسند، عن أسماء بنت يزيد أم سلمة الأنصارية، الصفحة أو الرقم:27587، صحيح لغيره.
  14. رواه الإمام أحمد، في المسند، عن أسماء بنت يزيد أم سلمة الأنصارية، الصفحة أو الرقم:4133، صححه الألباني.
  15. رواه الإمام أحمد، في المسند، عن أسماء بنت يزيد أم سلمة الأنصارية، الصفحة أو الرقم:27562، صححه العيني.