كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتلك بعض الدواب، ومن ضمن تلك الدواب بغلة كانت تسمى دلدل، وقد أهداها المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم، وعاشت هذه البغلة إلى زمن معاوية، إذ أخذها علي بن أبي طالب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم انتقلت إلى عبد الله بن جعفر، كما كانت للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة تسمى فضة، والتي أهداها فروة الجذامي له، كما كان لدى النبي صلى الله عليه وسلم حمار يسمى عفير، أما ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت تسمى القصواء، وللقصواء محبة كبيرة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، لهذا سنتناول في مقالنا الحديث عن اسم ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض الأمور المتعلقة بها.[١]


ما اسم ناقة الرسول؟

ورد في كتاب صحيح بخاري حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها، ويتضمن هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى الراحلة التي هاجر بها من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، إذ إن أبا بكر كان قد اشترى راحلتين وذهب بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعرض أبو بكر الصديق رضي الله عنه إحدى الناقتين على الرسول صلى الله عليه وسلم، فوافق صلى الله عليه وسلم على أخذها بشرط شرائها ودفع ثمنها، وهذه الناقة التي اشتراها النبي صلى الله عليه وسلم هي نفسها الناقة التي بركت في ساحة منزل الغلامين اليتيمين عند دخول المدينة لتأسيس العاصمة النبوية.


ومن المعروف عند المؤرخين أن الناقة التي اشتراها الرسول صلى الله عليه وسلم من أبي بكر الصديق اسمها القصواء، وإن أبا بكر الصديق اشترى الناقتين من بني قشير ودفع ثمنهما 800 درهم، وأن الناقة التي اشتراها الرسول صلى الله عليه وسلم ماتت في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.[٢]


هل القصواء هي نفسها الجدعاء؟

تعددت الأسماء التي وصلتنا لناقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن الاسم الذي اشتهرت به هو القصواء، والقصواء يشير إلى قص في أذن الناقة، ولكن ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن مقصوصة الأذن، إذ كان اسمها مجرد لقب، أما الاسم الآخر الذي نسب إليها فهو الجدعاء، والذي يشير إلى ما قُطِع من الأذن أو الشفة أو الأنف، وأيضًا لم تكن أي ناقة للرسول مجدوعة، وهذا الأمر يدعم القول بأن الجدعاء والقصواء هما اسم لناقة واحدة، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى وجود خلاف بشأن ما إذا كانت القصواء هي الجدعاء أم أنهما مختلفتان.[٢]


وصف القصواء

تعد القصواء من أكثر الدواب التي يحبها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنها تتميز عن غيرها من الدواب، فهي سريعة إذا سابقت، عدا عن أنها شهدت مع الرسول صلى الله عليه وسلم أحداثًا كثيرة ومهمة ومنها صلح الحديبية، كما شهدت معه فتح مكة وحجة الوداع الأخيرة، وهي الناقة التي ركبها الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء الهجرة من مكة إلى المدينة.[٣]


المراجع

  1. " دواب النبي صلى الله عليه وسلم"، الألوكة. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "اسم ناقة الرسول عليه الصلاة والسلام "، إسلام ويب. بتصرّف.
  3. راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية، صفحة 5. بتصرّف.