من هم المنافقون؟

المنافقون هم الذين يُظهِرون الإسلام ويُخفون الكُفر، وقد بدأت سورة البقرة بالحديث عنهم في قوله -تعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ}،[١] فالمنافقون يحاولون خداع الله -تعالى- والمؤمنين، ولكنَّ الله -تعالى- فضحهم وكشف حقيقتهم، وبيَّن أوصافهم حتى يعرفهم المؤمنون، قال -تعالى-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}،[٢] وقد أسهب القرآن الكريم في الحديث عن المنافقين وخطرهم الكبير في آيات كثيرة، فهم يكونون مع المؤمنين إذا انتصروا ومع الكافرين إذا انتصروا، قال -تعالى-: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ[٣] وقد كان للمنافقين دور كبير في أذيّة المسلمين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد خانوا المسلمين وغدروا بهم وأعانوا الكفار عليهم، وقد حذّر الله -تعالى- نبيَّهُ منهم في مواطن كثيرة.[٤]


كم عدد المنافقين في عهد النبي؟

كان المنافقون في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يعيشون في المدينة المنورة بين المسلمين، وقد وصل عددهم إلى ما يقارب ثلاثمائة وسبعين شخصاً من الرجال والنساء، وقد عاثوا في المدينة الفساد، وحاولوا إيقاع الفتنة بين المسلمين، وحاربوا الإسلام، وكذّبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان هؤلاء المنافقين بعضهم من الأوس والخزرج وبعضهم من أهل الكتاب الذين ادّعوا الإسلام، وبعضهم من الأعراب حول المدينة.[٥]


أسماء بعض المنافقين في عهد النبي

لقد كشف الله -تعالى- المنافقين للنبي -صلى الله عليه وسلم- وبيَّن أوصافهم في القرآن الكريم، وأخبرَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ببعض أسمائهم، ومن أشهر أولئك المنافقين:[٥]

  • عبد الله بن أبي بن سلول: وكان سيّد المنافقين ورأس النفاق في المدينة، وقد أنزل الله -تعالى- فيه سورة كاملة، وهي سورة المنافقون، كما نزلت فيه الآيات (11-17) من سورة الحشر، وآيات حادثة الإفك الثمانية في سورة النور، وغيرها من الآيات الكثيرة.
  • نَبْتَل بن الحارث: الذي نزل فيه قول الله -تعالى-: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.[٦]
  • الحارث بن سويد بن الصامت: وقد نزل فيه قوله -تعالى-: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.[٧]
  • جُلاس بن سويد بن الصامت: وقد نزل فيه قوله -تعالى-: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ}.[٨]


خطر المنافقين

إنَّ المنافقين هم أكبر خطر هدد الإسلام والمسلمين على مرّ التاريخ، لأنَّهم يُخفون حقيقتهم، ولا يُظهرون عداوتهم للمسلمين، بل يَبدون كأنَّهم إخوة صالحون، يعيشون بينهم، فلا يُشَك في أمرهم، فيكون خطرهم أعظم من خطر الأعداء البعيدين، لأنَّهم يكيدون في الخفاء ويحاربون في العمق دون أن يشعر بهم أحد، ولذلك جعل الله -تعالى- عقابهم في الآخرة من أعظم العقاب، فقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}.[٩][١٠]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:8
  2. سورة النساء، آية:142
  3. سورة النساء، آية:141
  4. نور على الدرب، "المقصود بالمنافقين في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب أسامة بدوي (3/2/2017)، "المنافقون في المدينة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
  6. سورة التوبة، آية:61
  7. سورة آل عمران، آية:86
  8. سورة التوبة، آية:74
  9. سورة النساء، آية:145
  10. إسلام ويب (6/12/2012)، "من صفات المنافقين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.