محبّة الرسول للخيل
ورد أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُحبّ الخيل، وكان له عدد منها يقودها في الغزوات، واختلف العلماء في عددها فقيل خمسة وقيل عشرة، والمتفق عليها سبعة من الخيول،[١] وجاء أنَّه كان يستحب الشقر من الخيل، ويكره الشِّكال منها،[٢] فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الخَيْلِ)،[٣] والشّقر هي التي يكون ذيلها وعُرفها أحمر،[٤] والشِّكال كما قال أبو عبد الرحمن: "أَنْ تَكُونَ ثَلَاثُ قَوَائِمَ مُحَجَّلَةً وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقَةً، أَوْ تَكُونَ الثَّلَاثَةُ مُطْلَقَةً وَرِجْلٌ مُحَجَّلَةً، وَلَيْسَ يَكُونُ الشِّكَالُ، إِلَّا فِي رِجْلٍ، وَلَا يَكُونُ فِي الْيَدِ "،[٥] وقد أوصى -عليه الصلاة والسلام- بأوصاف في الخيل فقال:(خيرُ الخيلِ الأَدْهَمُ، الأَقْرحُ الأَرْثَمُ، المحجَّلُ ثلاثٍ، مُطلقُ اليمينِ، فإن لم يكن أَدْهمَ فكَمِيتٌ على هذه الشِّيَةِ)،[٦][٥] والأدهم هو الأسود، والأقرح هو الذي في وجهه بياض قليل، والأرثم هو الذي في شفته العليا وأنفه بياض أقلّ من بياض الغرّة، والمحجّل مطلق اليمين هو الذي في قوائمه بياض عدا اليمين، وقيل الذي ليس في قوائمه بياض، والكَمِيت هو الذي بين السواد والحُمرة.[٤]
ما هي صفات خيل الرسول؟
المرتجز
جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: "كان للنبي صلى الله عليه وسلم فرس يدعى المرتجز"، وهو الفرس الذي شهد خزيمة بن ثابت أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قد اشتراه من أعرابي من بني مرة، فجعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- شهادة خزيمة بشهادة رجلين، ووصف بهذا الوصف لأنَّ صهيله كان حسناً كأنما يُنشد الرجز، وقيل لأنَّه طِرف نجيب، أي خيل كريم.[١]
اللُّحيف
وقد ذكره سهل بن سعد قال: (كانَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حائِطِنا فَرَسٌ يُقالُ له اللُّحَيْفُ، قالَ أبو عبدِ اللَّهِ: وقالَ بَعْضُهُمُ: اللُّخَيْفُ)،[٧] قيل أنه أُهدي إليه من أرض البلقاء من فروة بن عمرو، وقيل من ربيعة بن أبي البراء، وسُمي بهذا الإسم لطول ذيله، كأنه يغطي الأرض، يقول الواقدي: "سمي اللحيف، لأنه كان يلتحف بعرْفِه".[١]
اللِّزاز
وقد أُهدي للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- من المقوقس، وجاء في معنى وصفه أنَّه لسرعته يلتصق بالمطلوب، وقيل معناه مجتمع الخلق، وقيل شديد الإندماج، يقول الواقدي: "وسمي لزازًا، لأنَّه كان ملززًا موثقًا".[١]
الظَّرِب
أهداه للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- فروة بن عمير الجذاميّ، سمي بهذا الإسم لكبره وسمنه، كما قيل لصلابة حوافره، و لقوّته.[١]
السكب
وكان يُسمى بالضرس قبل أن يشتريه النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد اشتراه -عليه الصلاة والسلام- بعشرة أواقٍ، وقد غزا عليه أوّل مرة في غزوة أحد، واجتمعت فيه أكثر من صفة من صفات الخيل التي كان يحبها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقيل أنَّه كان أدهماً أي أسود اللون، وقيل كُميتاً بين الأسود والأحمر وقد كان أغراً، محجلاً، طلق اليمين، وشُبّه بانسكاب الماء وفيضه.[١]
السُّبحة
وجاء ذِكره في حديث أنس بن مالك أنه سُئل: (أكنتُمْ تراهِنونَ على عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ نعَم، لقَد راهنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على فرسٍ يقالُ لَهُ سُبحةُ فسَبقَ النَّاسَ فَهَشَّ لذلِكَ وأعجبَهُ)،[٨] وكانت هذه الفرس شقراء، اشتراها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من أعرابي مقابل عشر من الإبل، وكان يسابق عليها، فسابق في يوم خميس، فسبقت الخيل، فسميت بالسّبحة، والخيل السابح هو الذي يمُدّ يديه في الجري بحُسنٍ.[١]
الورد
يُروى أنه كان لحمزة بن عبد المطلب، وقيل أن تميماً الداري -رضي الله عنه- أهداه للنبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان قد أعطاه لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان يغزوا عليه، وصفة الورد هي لون بين الأشقر والكُميت.[١]
أسماء خيل الرسول
الخيول السبعة التي اتفق العلماء عليها هي: المرتجز واللُّحَيْف واللزاز والظَّرب والسَّكْب وسَبْحة والورد، وذكروا أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يمتطي منها خيله السّكب ويركب عليه.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ سامح محمد البلاح (26/5/2016)، "وصف خيل النبي صلى الله عليه وسلم"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/6/2021. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد ربه الأندلسي، العقد الفريد، صفحة 135. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1875، حديث صحيح.
- ^ أ ب فريق موقع الدرر السنية، "خيرُ الخيلِ الأدهَمُ الأقرَحُ الأرثَمُ ، ثمَّ الأقرَحُ المُحجَّلُ طَلقُ اليمينِ ، فإن لم يَكُن أدهَمُ فكُمَيْتٌ علَى هذِهِ الشِّيَةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب فريق الاسلام سؤال وجواب (15/10/2019)، "هل هناك علامة من النبي صلى الله عليه وسلم على أصالة الخيل ، وهل لذلك علاقة بما يسمى الخيول الخمسة ؟"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 19/6/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم:3273، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:2855 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه ابن القيم، في الفروسية، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:165، حديث إسناده جيد.