البيعة

البيعة هي: عهد من المواطنين والرعية لولي الأمر بالسمع والطاعة والولاء، وكانت البيعة حاضرةً منذ بداية قيام دولة الإسلام، حيث ثبت أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بايع أكثر من بيعةٍ من مختلف فئات المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً، إذ بايع عبدالله بن الزّبير وهو ابن سبع سنواتٍ.[١]


بيعة العقبة الأولى

كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يعرض نفسه على القبائل الوافدة إلى مكّة في مواسم الحجّ؛ للإيمان به وتصديقه، فعرض الإسلام في إحدى المرات على شبابٍ من الخزرج من المدينة المنورة، وتلا عليهم آياتٍ من القرآن، فأسلموا ووعدوه بالعودة في العام المُقبل،[٢] فكانت بيعة العقبة الأولى أو ما تسمّى ببيعة النساء؛ لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بايع النساء فيما بعد على ذات الشروط الآتي بيانها وبيان الزمان والمكان والمُبايعين:[٣]


زمان بيعة العقبة الأولى

تمّت بيعة العقبة الأولى في موسم الحجّ من السنة الثانية عشرة من البعثة النبويّة.[٣]


مكان بيعة العقبة الأولى

بايع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وفد البيعة الأولى عند جمرة العقبة الكبرى بين مكّة المكرّمة ومِنى.[٢]


الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة الأولى

بلغ عدد الصحابة الذين بايعوا الرسول -عليه الصلاة والسلام- اثنا عشر رجلاً، هم[٤]

  • أسعد بن زُرارة الخزرجيّ.
  • رافع بن مالك الخزرجيّ.
  • قُطبة بن عامر الخزرجيّ.
  • عُقبة بن عامر الخزرجيّ.
  • عوف بن الحارث الخزرجيّ.
  • معاذ بن الحارث الخزرجيّ.
  • ذكوان بن عبد القيس الخزرجيّ.
  • عبادة بن الصامت الخزرجيّ.
  • يزيد بن ثعلبة الخزرجيّ.
  • العبّاس بن عبادة الخزرجيّ.
  • أبو الهيثم بن التيهان الأوسيّ.
  • عُويم بن ساعدة الأوسيّ.


بنود بيعة العقبة الأولى

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: وحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِن أصْحَابِهِ: تَعَالَوْا بَايِعُونِي علَى أنْ لا تُشْرِكُوا باللَّهِ شيئًا، ولَا تَسْرِقُوا، ولَا تَزْنُوا، ولَا تَقْتُلُوا أوْلَادَكُمْ، ولَا تَأْتُوا ببُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بيْنَ أيْدِيكُمْ وأَرْجُلِكُمْ، ولَا تَعْصُونِي في مَعروفٍ، فمَن وفَى مِنكُم فأجْرُهُ علَى اللَّهِ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَعُوقِبَ به في الدُّنْيَا فَهو له كَفَّارَةٌ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فأمْرُهُ إلى اللَّهِ، إنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، وإنْ شَاءَ عَفَا عنْه قَالَ: فَبَايَعْتُهُ علَى ذلكَ)،[٥] فقد تضمّنت البيعة الأولى للعقبة مجموعةً من الشروط، هي:[٦]

  • عدم الإشراك بالله، وعبادته وحده.
  • عدم السرقة.
  • عدم الزنا.
  • عدم قتل الأولاد.
  • الصدق وعدم الكذب.
  • طاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام-.


دلالات بنود بيعة العقبة الأولى

تضمّنت بنود بيعة العقبة الأولى دلالاتٍ تشكّل أهميةً كبيرةً في تأسيس الدولة الإسلامية الناشئة، من أهمّها:[٦]

  • تعظيم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لتوحيد الله، وضرورة تقديمه عمّا سواه.
  • اهتمام النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالأخلاق الرفيعة التي تُبنى عليها الحضارات المتقدّمة.
  • التأصيل لمفهوم الطاعة لولي الأمر بالمعروف الموافق للشَّرع.
  • ربط الأعمال بالجنّة وأنّها الثمن الذي ينبغي للمسلم أن يرجوه، وأنّها المحرك الرئيسي الذي يضبط عمله وسلوكه.


المراجع

  1. أ.د. راغب السرجاني (2010/05/13)، "البيعة في الإسلام"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رشيد بن إبراهيم بو عافية (5/10/2015)، "الهجرة النبوية أبعادها وآثارها على المجتمع الناشئ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2021.
  3. ^ أ ب " إسلام ويب"، إسلام ويب، 14/11/2009، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2021.
  4. عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، السيرة النبوية لابن هشام، صفحة 56-57. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:3892، صحيح.
  6. ^ أ ب أ.د. راغب السرجاني (2010/04/21)، "بيعة العقبة الأولى"، قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2021. بتصرّف.