بيعة العقبة الثانية

وقعت بيعة العقبة الثانية بين الرسول -عليه الصلاة والسلام- وجماعةٍ من أهل المدينة المنورة في موسم الحجّ من السنة الثالثة عشر من البعثة، وتحديداً في اليوم الثاني من أيام التشريق عند الجمرة الأولى في مِنى في موضعٍ يسمّى العقبة، وتمّ اللقاء بين الطرفَين بسريّةٍ تامةٍ دون عِلْم قريش به.[١]


بنود بيعة العقبة الثانية

بايع الرسول -عليه الصلاة والسلام- الأنصار في بيعة العقبة الثانية على العديد من الأمور، وقد ثبتت فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (بَايَعْنَا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ في العُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وعلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وعلَى أَنْ لا نُنَازِعَ الأمْرَ أَهْلَهُ، وعلَى أَنْ نَقُولَ بالحَقِّ أَيْنَما كُنَّا، لا نَخَافُ في اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ)،[٢] وفيما يأتي بيانها تفصيلاً:[٣][٤]


السمع والطاعة في النشاط والكسل

أي طاعة الله -تعالى- وطاعة رسوله -عليه الصلاة والسلام- وعدم معصيتهما في كلّ الأحوال، ويُراد بالنشاط: النشاط الإيماني الذي يدفع صاحبه إلى التضحية بكلّ ما يملك، بعكس الكسل الذي قد يمنع من التضحية والبذل، ولذلك حدّد الرسول السمع والطاعة بالنشاط والكسل، اختباراً وابتلاءً للمؤمنين، وبياناً لحقيقة البيعة.[٣]


الإنفاق في سبيل الله

بايع الأنصار الرسول -عليه السلام- على الإنفاق في سبيل الله في كلّ الأحوال والظروف عُسراً ويُسراً، فالإنفاق حال اليُسر ممكنٌ بخلافه حال العُسر والضيق، فلا يقوى على ذلك إلّا مَن تمكّن الإيمان في قلبه ليتميّز المؤمنون حقّاً، ولذلك حدّد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الإنفاق حال العُسر أيضاً.[٣]


الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

اشترط الرسول -عليه الصلاة والسلام- على الأنصار في بيعة العقبة الثانية السعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كلّ الأوقات والأحوال، وعدم التخلّي عن ذلك أبداً وإن تعرّضوا بسبب ذلك للبغض أو الكراهة أو الإيذاء، إذ إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر كثيراً ما يتعرّض لذلك، وخاصةً أنّ البعض لا يتقبّل التوجيه والإرشاد من الآخرين، ولذلك كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنداً رئيساً من بنود بيعة العقبة الثانية.[٣]


قول الحقّ

فالمؤمن الحقّ ينطق بالحقّ والصدق وإن كان مُرّاً دون خوفٍ من أي قوةٍ أو سلطةٍ أو عتابٍ ولومٍ، ولذلك فلا يُعذر المؤمن إن امتنع عن النطق بالحقّ.[٣]


نصرة الرسول والجهاد في سبيل الله

نُصرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ومحبّته من أولى الأمور، قال -عليه السلام-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ)،[٥] كما جُعل الجهاد في سبيل الله من أعظم العبادات والأعمال، أخرج البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ؟ قالَ: الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وبِرُّ الوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ).[٦][٣][٤]


المراجع

  1. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 133. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:1709، صحيح.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح د. راغب السرجاني (2017/03/06)، "بنود بيعة العقبة الثانية"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 7. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:15، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:7534، صحيح.