هجرة الحبشة الثانية

هاجر المسلمون إلى الحبشة مرةً ثانيةً في السنة السابعة من البعثة بعد أن عادوا من الهجرة الأولى حينما أدركهم خبر إسلام قبيلة قريش وكان كذباً، ثمّ مارست قريش الأذى والتعذيب مرّةً أخرى على المسلمين فعادوا ثانيةً إلى الحبشة.[١]


كم عدد المهاجرين في هجرة الحبشة الثانية؟

هاجر ثلاثة وثمانون رجلاً وثمانية عشر امرأةً إلى الحبشة في الهجرة الثانية إليها، وكان من بينهم: جعفر بن أبي طالبٍ وزوجته أسماء بنت عُميس، والمقداد بن الأسود، وعبدالله بن مسعود، وعُبيد الله بن جحش وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان،[٢] وقد كانت الهجرة الثانية إلى الحبشة خطيرةً؛ لأنّ الكثير من أصحاب الجاه والمكانة هاجروا فيها، ويُذكر منهم:[٣]

  • أم حبيبة بنت أبي سفيان: وهي ابنة أحد أكبر زعماء قبيلة قريش الذي كان من أشدّ الناس عداوةً لدِين الإسلام.
  • أبو حذيفة بن عُتبة بن ربيعة: وعُتبة أحد أكبر زعماء الكفّار في مكّة الذي حاربوا دعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، كما أنّه ألحق الأذى به أيضاً، وذُكر أنّه فاوضه -عليه السلام- كثيراً في أمر الدعوة مقابل التخلّي عنها.
  • أولاد سهيل بن عمرو: وقد هاجر منهم ثلاثةٌ، وهم: ابنتيه سهلة وأم كلثوم وابنه عبدالله، وسهيل بن عمرو من أكبر زعماء قبيلة قريش الذين حاربوا الرسول -عليه السلام-.
  • فاطمة بنت صفوان بن أميّة بن خلف: وكان صفوان من أشدّ أعداء الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وأسلم بعد فتح مكة المكرّمة، وأميّة بن خلف الزعيم المشرّك الذي عذّب بلال بن رباح بسبب إسلامه.
  • فراس بن النضر بن الحارث: ووالده هو مَن أتى بالأساطير والخرافات ونشرها بين الناس ليصرفهم عن سماع دعوة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • هشام بن العاص بن وائل: وكان والده من أشدّ المجرمين الذي ألحقوا الأذى بالرسول -عليه السلام- ورسالته، وواحدٌ من الذين لعنهم الله -تعالى-.


فضل مهاجري الحبشة

نال الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة -رضي الله عنهم- مكانةً عظيمةً ومنزلةً شريفةً، يدلّ على ذلك الحوار الذي دار بين أسماء بنت عُميس -رضي الله عنها- وكانت أحد المهاجرين وبين عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- ونصّه: (قالَ عُمَرُ: الحَبَشِيَّةُ هذِه؟ البَحْرِيَّةُ هذِه؟ فَقالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ، فَقالَ عُمَرُ: سَبَقْنَاكُمْ بالهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنكُمْ، فَغَضِبَتْ، وَقالَتْ كَلِمَةً: كَذَبْتَ يا عُمَرُ كَلَّا، وَاللَّهِ كُنْتُمْ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا في دَارِ، أَوْ في أَرْضِ البُعَدَاءِ البُغَضَاءِ في الحَبَشَةِ، وَذلكَ في اللهِ وفي رَسولِهِ، وَايْمُ اللهِ لا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حتَّى أَذْكُرَ ما قُلْتَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذلكَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَأَسْأَلُهُ، وَوَاللَّهِ لا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ علَى ذلكَ)،[٤] وفصل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- النقاش بينهما بقوله: (ليسَ بأَحَقَّ بي مِنكُمْ، وَلَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ، أَهْلَ السَّفِينَةِ، هِجْرَتَانِ).[٤][٥]


المراجع

  1. "وِلادةُ خيرِ الأَنام ﷺ إلى بَيْعةُ العَقبةِ الأولى. - الهِجرة الثانية إلى الحبشة"، طريق الإسلام، 2019/11/21، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2021. بتصرّف.
  2. محمد الخضري، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 55-56. بتصرّف.
  3. أ.د. راغب السرجاني (2017/2/12)، "هجرة الحبشة الثانية وإفراغ قريش"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2503، صحيح.
  5. أكرم العمري، السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية، صفحة 75. بتصرّف.