كتاب الوحي

تعددت أقوال أهل السير في تحديد عدد كتّاب الوحي؛ فمنهم من عدّهم ثلاثة عشر كاتباً، ومنهم من عدّهم بأكثر من عشرين كاتباً، ومنهم من جعلهم ثلاثة وعشرين كما في البداية والنهاية لابن كثير؛ الذي ذكر على رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة،[١] والحقيقة أنّ كل ذلك راجع للخلط بين كتّاب وحي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكتّاب رسائله إلى الملوك، وكتّاب أموال الصدقات ونحو ذلك.[٢]


وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض أهل السير قاموا بتقسيم كتّاب الوحي على النحو الآتي:[٣]


  • كتّاب الوحي في العهد المكيّ، ومن أبرزهم: شرحبيل بن حسنة، وخالد بن سعيد بن العاص، وعبد الله بن سعد أبي السرح، وحنظلة بن الربيع -رضي الله عنهم جميعاً-.
  • كتّاب الوحي في العهد المدنيّ، ومن أبرزهم: الخلفاء الأربعة أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، بالإضافة إلى طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، والأرقم بن أبي الأرقم -رضي الله عنهم جميعاً-.
  • من كتب للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالجملة؛ وهم الذين اشتركوا بكتابة الوحي في العهدين المكيّ والمدنيّ، ومن أبرزهم: أبيّ بن كعب الملقب بسيد القراء، وزيد بن ثابت، وثابت بن قيس، ومعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم جميعاً-.


أبرز كتاب الوحي

لقد اعتنى النبي -صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن الكريم أشدّ العناية، وذلك حفظاً بالصدور، وجمعاً بالسطور؛ فقد نزل القرآن الكريم مفرّقاً، مما جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- كلّما نزل عليه شيء من القرآن ينادى من يكتبه له، آمراً أن تُوضع في سورة محددة خشية اختلاط الآيات مع بعضها أو مع غيرها من الوحي،[٤] وفيما يأتي نبذة بسيطة عن أبرز كتّاب الوحي -رضوان الله عليهم-:


عبد الله بن أبي سرح

حيث ذكرت المصادر أنّ عبد الله بن أبي سرح كان أول من كتب للنبي -صلى الله عليه وسلم- من قريش في مكة المكرمة، ولكنّه ارتد عن الإسلام في بداية أمر، ثم عاد مسلماً يوم فتح مكة المكرمة، وقد استأمن له عثمان بن عفان -رضي الله عنه- من النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فحسُنَ إسلامه.[٥]


زيد بن ثابت

وهو زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري، من كبار الصحابة -رضوان الله عليهم-، نشأ بمكة المكرمة، وهاجر إلى المدينة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو صغير، فكان إماماً بالفتوى والعلم بالفرائض، أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بتعلّم لغة اليهود لأمن مكرهم، كما كان كاتب مصحف أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- عندما نُسخ إلى الأمصار.[٦]


أُبي بن كعب

كان أُبي بن كعب ممن كتب الوحي قبل زيد بن ثابت -رضي الله عنهما-؛ حيث كان عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- يكتبان الوحي بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن غابا كتبه أُبي بن كعب -رضي الله عنه-،[٧] ولقد شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بكونه أقرأ الصحابة للقرآن الكريم؛ حيث قال: (أرحمُ أُمَّتي بِأُمَّتي أبو بكرٍ وأَشَدُّهُمْ في أَمْرِ اللهِ عمرُ..وأَقْرَؤُهُمْ أُبَيٌّ بْنُ كعبٍ).[٨][٩]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8، جزء 8. بتصرّف.
  2. [أكرم الدليمي]، جمع القرآن دراسة تحليلية لمروياته، صفحة 1. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 22-24، جزء 1. بتصرّف.
  4. [غانم قدوري الحمد]، محاضرات في علوم القرآن، صفحة 51. بتصرّف.
  5. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 649، جزء 10. بتصرّف.
  6. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 67، جزء 4. بتصرّف.
  7. المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 334، جزء 9. بتصرّف.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3790، حسن.
  9. الأوقاف المصرية، موسوعة الأعلام، صفحة 9، جزء 1. بتصرّف.