علي بن أبي طالب

علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ابن عم النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وأمّه هي: فاطمة بنت أسد بن هاشم، وقد تميّز -رضي الله عنه- بالعديد من المناقب والفضائل؛ منها: الخِطابة والبلاغة والفصاحة، والبراعة والإنصاف في القضاء، والدقة والعمق في الإيمان والفقه، والقدرة على التأثير وإثبات وجهات النظر وإقناع الآخرين كيف لا وقد نشأ وترعرع في بيت النبوة فقد أعان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عمّه في التربية، ويدلّ على ما سبق أيضاً إسلام قبيلة همدان كلّها على يديه في يومٍ واحدٍ، كما بعثه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى مكّة المكرمة في موسم الحجّ في السنة التاسعة للهجرة، وبعثه أيضاً إلى بني جذيمة لإصلاح أمورهم.[١]


كم عدد غزوات علي بن أبي طالب؟

شارك علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في كلّ الغزوات التي وقعت زمن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلّا غزوة تبوك؛ فقد استخلفه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على المدينة المنورة،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ عدد الغزوات التي وقعت زمن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قد بلغ ستاً وعشرين غزوةً،[٣] أمّا المعارك التي وقعت زمن خلافة علي بن أبي طالب فهي: واقعة الجمل، ومعركة صفين ومعركة النهروان.[٤]


شجاعة علي بن أبي طالب

عُرف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالعديد من الصفات الخُلقية ومنها شجاعته كما دلّت على ذلك العديد من المواقف التي يُذكر أنّه:[٥]

  • بات في فراش النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينما هاجر مع صاحبه أبي بكر الصدّيق إلى المدينة المنورة، وقد كانت قريش تتوعّد قتله في تلك الليلة، وقد قضى الليلة بكاملها في فراش النبيّ -عليه السلام- إلى أن أشرقت الشمس وعَلِم القوم حينها أنّ الذي في الفراش علياً وليس محمدً -صلّى الله عليه وسلّم-، وبذلك كان لعلي -رضي الله عنه- بصمةً في نجاة النبيّ من القتل وهجرته بسلامٍ وأمانٍ إلى المدينة المنورة.
  • تمكّن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من مبارزة عمرو بن عبد ودّ والإطاحة به في غزوة الخندق بعد أن تمكّن من عبور الخندق إلى جهة المسلمين مع ثلةٍ من فرسان قريش، وكان علياً قد استأذن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل المبارزة فأذِنَ له في المرة الثالثة وأعطاه سيفه ذا الغفار، وبذلك أظهر علي -رضي الله عنه- شجاعته وتضحيته بنفسه فداءً للمسلمين ودفاعاً عنهم وإيقاعاً للخوف والفزع في صفوف المشركين، فقد عُرف عمرو بقوته وشجاعته أيضاً إلّا أنّ علياً غلبه.
  • ثبت علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في ساحة المعركة يوم حُنين بعد أن فرّ المسلمون، وكان ثباته مع غيره من الصحابة سبباً من أسباب النصر في تلك الغزوة.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب أكرم العمري، عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين، صفحة 86-88. بتصرّف.
  2. أكرم العمري، عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين، صفحة 88. بتصرّف.
  3. مصطفى السباعي، كتاب السيرة النبوية دروس وعبر، صفحة 79. بتصرّف.
  4. محمد سهيل طقوش، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية، صفحة 445-475. بتصرّف.
  5. محمد بن عبد الله الشباني (2015-02-16)، "صور من فدائية الصحابة فدائية علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2021. بتصرّف.