شعر عبد المطلب عند الكعبة

هي مجموعة من أبيات الشعر قالها عبد المطلب جد الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الكعبة، عندما جاء أبرهة الحبشي بجيشه يريد هدمها، فقال عبد المطلب:[١]

لَاهُمَّ إِنَّ المَرْءَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ .. فَامْنَعْ رِحَالَكْ

لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ ومَحَالُهُمْ .. غَدْوًا مَحَالَكْ

إنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وقِبْلَتَنَا .. فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكْ.


سبب قول عبد المطلب للأبيات

قال عبد المطلب هذه الأبيات متضرعاً بها إلى الله -تعالى-، أن يحمي الكعبة من شر أبرهة الحبشي، الذي جاء بجيشه الكبير وجاء بالفِيَلة العظيمة من أجل هدمها، ولم يكن لأهل مكة قدرة على الدفاع عن الكعبة، بسبب الفارق الكبير في القوة بينهم وبين أبرهة، فمن المستحيل أن يستطيعوا الوقوف في وجهه، وقد نصحهم عبد المطلب بأن يخرجوا من مكة، ويختبؤوا في الجبال والشّعاب المحيطة بها، خوفاً من بطش أبرهة وجيشه، وذهب هو إلى الكعبة برفقة آخرين، وأخذوا يتضرعون إلى الله ويدعونه أن يهزم أبرهة ويحمي الكعبة.[٢]


حوار عبد المطلب مع أبرهة الحبشي

عندما سار جيش أبرهة نحو مكة، وجد في طريقه إبلاً لعبد المطلب، فأخذها، فلما وصل الجيش إلى مكة، ذهب عبد المطلب إلى أبرهة، يريد أن يتكلم معه، وكان عبد المطلب جميلاً ذا هيبة ووقار، فلما رآه أبرهة استعظمه وأكرمه، فطلب عبد المطلب من أبرهة أن يُرجع له إبله التي أخذها جيشه، فتعجب أبرهة من كلامه، وكان يظن أنه جاء ليكلمه في أمر الكعبة، وقال له: "أتكلمني في الإبل، ولا تكلمني في بيت فيه عزك، وشرفك، وشرف آبائك؟" فرد عليه عبد المطلب بجملته المشهورة العظيمة: "أنا رب الإبل، وللبيت رب يحميه".[٣]


هزيمة أبرهة واستجابة دعوة عبد المطلب

استجاب الله -تعالى- دعاء عبد المطلب وتضرعه، وهزم أبرهة وجيشه وفِيلته، بواسطة طيور صغيرة مُحمّلة بحجارة صغيرة كحبات العدس، ترميها عليهم فخترق أجسادهم فتقتلهم، وقد ذكر الله -تعالى- تلك الحادثة في القرآن الكريم، في سورة الفيل، فقال: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ}.[٤][٥]


أبيات أخرى قالها عبد المطلب عند الكعبة

يُنسب لعبد المطلب أبيات أخرى قالها متضرعاً عند الكعبة، كما ينسب له زيادة على الأبيات السابقة، وهي:[٦]


لاهم إن العبد يمنع رحله فامنع حلالك لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدوا محالك فلئن فعلت فربما أولى فأمر ما بدا لك ولئن فعلت فانه امر تتم به فعالك جروا جموع بلادهم والفيل كي يسبوا عيالك عمدوا حماك بكيدهم جهلا وما رقبوا جلالك



وقال أيضاً:


يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم حماكا إن عدو البيت من عاداكا امنعهم أن يخربوا قراكا



وقال أيضاً:


وكنت إذا أتى باغ بسلم نرجي أن تكون لنا كذلك فولوا لم ينالوا غير خزي وكان الحين يهلكهم هنالك ولم أسمع بأرجس من رجال أرادوا العز فانتهكوا حرامك.



المراجع

  1. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 60. بتصرّف.
  2. ابن هشام، سيرة ابن هشام، صفحة 50. بتصرّف.
  3. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 168. بتصرّف.
  4. سورة الفيل، آية:1-5
  5. محمد أبو زهرة، خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، صفحة 96-97. بتصرّف.
  6. الطبري، تاريخ الطبري، صفحة 134-135. بتصرّف.