أبو جهل

أبو جهل هو: عمرو بن هشام بن المغيرة، كان يكنّى بأبي الحكم ثمّ كنّاه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأبي جهلٍ،[١] وكان صاحب مكانةٍ رفيعةٍ في قومه حتى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- دعا أن يُعزّ الإسلام بإسلامه أو إسلام عمر بن الخطّاب إذ قال: (اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجلينِ إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ)،[٢] إلّا أنّ أبا جهلٍ كان من أشدّ أعداء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأعداء رسالته،[٣] وقد نزل فيه قول الله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ)،[٤] وفسّر ابن عبّاس -رضي الله عنه- الآية قائلاً: (أَنه أَبُو جهل خَاصَّة).[٥]



ما هي قرابة أبي جهلٍ بالرسول؟

لا توجد صِلة قرابةٍ بين النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأبي جهلٍ إلّا أنّهما من قبيلةٍ واحدةٍ قبيلة قريش، فالنبيّ هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي، وأبو جهلٍ هو: عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي، ويُلاحظ أنّه يجتمع بالنسب مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عند مرّة بن كعب بن لؤي.[٦]


عداوة أبي جهلٍ للرسول ورسالته

ثبتت العديد من المواقف التي تُظهر عداوة أبي جهلٍ للرسول -عليه الصلاة والسلام- ودعوته يُذكر منها:

  • سعى أبو جهلٍ لإيقاع الأذى بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأيّ وسيلةٍ، فقد أخذت قريشه برأيه حينما اجتمع زعماؤها في دار الندوة للتخلّص من النبيّ -عليه السلام-، فقد رأى أبو جهلٍ أن يجمعوا من كلّ قبيلةٍ رجلاً لقتل الرسول وبذلك يتفرق دمه بين القبائل ولا يقدر بنو هاشم على الثأر للرسول، وفي تلك الحادثة نزل قول الله -تعالى-: (وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا لِيُثبِتوكَ أَو يَقتُلوكَ أَو يُخرِجوكَ وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيرُ الماكِرينَ)،[٧] إلّا أنّ خطّتهم فشلت إذ هاجر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تلك الليلة إلى المدينة المنورة.[٨]
  • كذّب أبو جهلٍ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في كثيرٍ من المواقف، منها: تكذيبه له بحادثة الإسراء والمعراج فقد جلس للنبيّ وقال له مستهزئاً: (هل من شيءٍ؟)، فأخبره -عليه الصلاة والسلام- أنّه أُسري به إلى بيت المقدس ثمّ عُرج به إلى السماوات السبع، فطلب منه أبو جهلٍ أن يجمع القوم ويُخبرهم بما حصل معه، ففعل -عليه السلام-، إلّا أنّ القوم لم يصدّقوه، وقال أبو جهلٍ: (خوفّنا محمَّد شجرة الزقزم، هاتوا تمراً وزبداً فتزقّموا)، وصدّقه صاحبه أبو بكرٍ، وقال له: (أشهد أنّك رسول الله)، وطلبوا منه دليلاً على صدقه، فأخبرهم بقدوم قافلةٍ لهم وبيّن لهم أوصافها، وطلبوا منه أن يصف لهم بيت المقدّس فوصفه لهم وصفاً دقيقاً إلّا أنّ عِنادهم واستكبارهم منهم من تصديقه.[٩]

المراجع

  1. البلاذري، أنساب الأشراف، صفحة 125. بتصرّف.
  2. رواه الزركشي، في اللآلى المنثورة، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:175، حسن.
  3. ابن سعيد المغربي، نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، صفحة 360. بتصرّف.
  4. سورة الفرقان، آية:31
  5. أبو المظفر السمعاني، تفسير السمعاني، صفحة 18. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3875. بتصرّف.
  7. سورة الأنفال، آية:30
  8. ابن سعيد المغربي، نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، صفحة 360. بتصرّف.
  9. محمد الصوياني، السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة، صفحة 208-210. بتصرّف.