إن الهجرة إلى الحبشة كانت أول هجرة في الإسلام، ولقد حدثت هذه الهجرة بعد الجهر بالدعوة الإسلامية بسنتين، أي بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، وكانت هذه الهجرة لأسباب كثيرة؛ أهمها هو تعرض الصحابة والمسلمين لأذى قريش، ونتيجة خوف الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم من الأذى أشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة دونًا عن غيرها من الأماكن؛ لوجود ملك عادل فيها وهو النجاشي، وفي مقالنا هذا سنتعرف على أهداف الهجرة إلى الحبشة وغيرها من الأمور المتعلقة بالهجرة إلى الحبشة.[١]


ما هي أهداف الهجرة إلى الحبشة؟

ذكرنا سابقًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار على أصحابه والمسلمين بالهجرة إلى الحبشة، ولا بد من أن يكون ذلك لمجموعة من الأهداف، وفيما يلي توضيح لها:[٢][٣]

  1. تثبيت المؤمنين على عقيدة الإسلام، إذ إن تعرضهم للأذى الشديد من قريش كان من الممكن أن يتسبب بتراجعهم عن الدين.
  2. تعليم المؤمنين الصبر في الشدائد.
  3. التوسع في نشر الدعوة الإسلامية وعدم حصرها بمكة المكرمة فقط.
  4. شرح القضية والرسالة الإسلامية لأصحاب الديانات الأخرى.
  5. التوضيح للغير موقف قريش من الدعوة الإسلامية، وبيان الأذى الذي ألحقته قريش بالمسلمين.
  6. إقناع الرأي العام في ذلك الوقت بقضية المسلمين وما يلحق بهم.


نتائج الهجرة إلى الحبشة

فيما يأتي عرض للنتائج التي حصل عليها المسلمون بسبب الهجرة إلى الحبشة:[٤]

  1. عدم تخلي صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين عن دينهم، وتمسكهم به على الرغم من الأذى الشديد الذي تعرضوا له من أجل إسلامهم.
  2. انتشار الدين الإسلامي خارج مكة المكرمة وتوسعه، فلم يبق محصورًا في مكة المكرمة فقط، بل بدأ بالانتشار في بقاع الأرض.
  3. إبعاد المسلمين عن أذى قريش وتوفير الأمن والأمان لهم.
  4. إظهار أخلاق الإسلام ومحاسنه.
  5. فضح قريش وأفعالها المتمثلة بأذى المسلمين وظلمهم.
  6. تعريف ملك الحبشة بأخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  7. بيان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه والمسلمين.
  8. إظهار فقه الحوار المتمثل بما دار بين ملك الحبشة النجاشي، وجعفر بن أبي طالب الذي تكلم بلسان المسلمين، وعمرو بن العاص الذي تكلم بلسان قريش.


دروس مستفادة من الهجرة إلى الحبشة

إن الهجرة إلى الحبشة، فيها دروس وعبر لحياتنا الحالية، وفيما يلي ذكر لبعض الدروس:[٥]

  1. المحافظة على مبدأ العدل، إذ إن العدل هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي علينا الالتزام به والحرص على أن نكون عادلين.
  2. معرفة أن النصارى، وهم أهل كتاب، هم الأقرب إلى المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى.
  3. تكاتف المسلمين مع بعضهم، والشورى بينهم والخروج برأي واحد، وهذا يفيدنا في الالتزام بالشورى.
  4. تعلم فن الإقناع؛ إذ احتاج المسلمون إلى إقناع النجاشي من خلال مخاطبته، وهذا يوجهنا إلى أهمية الإقناع في مواجهة المشكلات المختلفة في الحياة.
  5. عدم وجود مشكلة في العيش تحت ظل دولة غير مسلمة ما دام العدل قائمًا فيها.


المراجع

  1. "التفكير في الهجرة إلى الحبشة"، قصة الإسلام. بتصرّف.
  2. " الهجرة الأولى إلى الحبشة "، إسلام ويب. بتصرّف.
  3. جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، صفحة 138. بتصرّف.
  4. " الهجرة إلى الحبشة دروس وعبر "، إسلام ويب. بتصرّف.
  5. " دروس من هجرة الحبشة في تعامل الأقليات "، قصة الإسلام . بتصرّف.