في أي عام نزل الوحي؟

نزل الوحي على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحادي والعشرين من شهر رمضان قبل الهجرة، وفي التاريخ الميلادي يوافق ذلك اليوم العاشر من شهر آب/أغسطس للعام ستمائة وعشر للميلاد، فنزل على غار حراء؛ وهو جبلٌ قريبٌ من مكة وبعيدٌ عن الناس، وكان عُمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- آنذاك أربعين سنة،[١] فقد رُوي عن ابن عباس -رحمه الله- أنّه قال: "نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وهو ابن أربعين سنة، فمكث ثلاث عشرة سنة، ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين ثم توفي"،[٢] وقد استمر نزول الوحي على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منذ مبعثه -عليه الصلاة والسلام- إلى وفاته، أي من نزول الوحي أول مرةٍ إلى ما بعد الهجرة بعشر سنوات، وهو ما يعادل ثلاثة وعشرين عاماً.[٣]


قصة نزول الوحي على النبي أول مرة

عند نزول الوحي أول مرة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يجلس في غار حراء يخلو بنفسه متعبداً لله تعالى؛ ومتفكّراً في خلقه، فقد كان يتعبّد في الغار ليالي طويلة، ويأخذ معه بعض الطعام، وحين ينفذ طعامه يذهب إلى زوجته خديجة -رضي الله عنها- فيتزوّد ويعود، حتى نزل عليه الوحي من الله -عزّ وجلّ-، فنزل عليه جبريل -عليه السلام- وبشرّه بأنّه رسول الله إلى أهل الأرض كافّة، ثمّ قال له: (اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ، فَرَجَعَ بها رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرْجُفُ فُؤادُهُ، فَدَخَلَ علَى خَدِيجَةَ بنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، فقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فقالَ لِخَدِيجَةَ وأَخْبَرَها الخَبَرَ: لقَدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي فقالَتْ خَدِيجَةُ: كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ)،[٤] ثمّ ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، حتى تتأكد من أمره، فعلم ورقة أنّه الوحي من الله تعالى، فقال: "هذا الناموس الذي نزّله الله على موسى".[٥]


هيئات نزول الوحي على النبي

تعددت هيئات نزول الوحي على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وفيما يلي ذكر بعضها:[٦]

  • أن ينزل جبريل -عليه السلام- بالهيئة التي خلقه الله عليها، ولم يرَه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في هذه الحالة إلّا مرتين.
  • النَّفْثُ في الرَّوع، ومعناه إلقاء المعنى المُوحى به في القلب، أي في قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • الرؤيا الصادقة للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • أن يأتي جبريل -عليه السلام- بصورة رجل.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 207. بتصرّف.
  2. المتقي الهندي، كتاب كنز العمال، صفحة 225. بتصرّف.
  3. "المدة التي استغرقها نزول القرآن الكريم"، الإسلام ويب، 19/4/2007، اطّلع عليه بتاريخ 17/12/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:3، حديث صحيح.
  5. محمد الخضري، كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 26-27. بتصرّف.
  6. محمد أبو شهبة، كتاب السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 269-270. بتصرّف.