من المعجزات التي أعطاها الله سبحانه وتعالى للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومنحها له هي رحلة الإسراء والمعراج، ففي هذه الرحلة رأى النبي صلى لله عليه وسلم من آيات الله سبحانه وتعالى الباهرة، ولقد خلدت سورة الإسراء هذه الحادثة، كما أن سورة النجم تناولت بعضًا من الأحداث في تلك الحادثة، وعرضت ما شاهده الرسول خلال وصوله إلى السموات العلا، وإن السماوات التي مر بها صلى الله عليه وسلم في المعراج هي سبع سموات، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ"،[١] ومقالنا هذا سيوضح لنا ترتيب لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء خلال رحلته في حادثة الإسراء والمعراج.


ترتيب الأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج

إن النبي صلى الله عليه وسلم خلال معجزة الإسراء والمعراج صعد إلى السموات السبع، وكان في كل سماء يلتقي بنبي من الأنبياء، وفيما يلي ذكر لترتيب لقائه بهؤلاء الأنبياء:[٢][٣]

  1. السماء الأولى: سيدنا آدم عليه السلام، إذ التقى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في السماء الأولى، وقال له: "مرحبًا بك من ابن ونبي".[٤]
  2. السماء الثانية: سيدنا عيسى وسيدنا يحيى رضوان الله عليهما، إذ التقاهما الرسول صلى الله عليه وسلم في السماء الثانية، ولقد قالا له: "مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ".[٤]
  3. السماء الثالثة: سيدنا يوسف عليه السلام، إذ التقى به الرسول صلى الله عليه وسلم في السماء الثالثة، فقال له يوسف: "مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ".[٤]
  4. السماء الرابعة: سيدنا إدريس عليه السلام، إذ التقى به الرسول صلى الله عليه وسلم في السماء الرابعة، فقال له إدريس: "مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ".[٤]
  5. السماء الخامسة: سيدنا هارون عليه السلام، إذ التقى بالرسول صلى الله عليه وسلم في السماء الخامسة، فقال فقال له هارون: "مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ".[٤]
  6. السماء السادسة: سيدنا موسى عليه السلام، إذ التقى به الرسول صلى الله عليه وسلم في السماء السادسة، فقال له موسى: "مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ".[٤]

السماء السابعة: سيدنا إبراهيم عليه السلام، إذ التقى به الرسول صلى الله عليه وسلم في السماء السابعة، فقال له إبراهيم: "مَرْحَبًا بكَ مِنَ ابْنٍ ونَبِيٍّ".[٤]


الحكمة من لقاء الرسول للأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج

إن الحكمة من الله سبحانه وتعالى في أن يجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرى هؤلاء الأنبياء رضوان الله عليهم دون غيرهم من الأنبياء، هو إشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيقع له ما وقع مع هؤلاء الأنبياء؛ فرؤيته لسيدنا آدم عليه السلام يشير إلى هجرة الرسول من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وذلك مستنبط مما وقع مع سيدنا آدم من خروجه من الجنة وإنزاله إلى الأرض، بينما رؤيته صلى الله عليه وسلم لسيدنا عيسى وسيدنا يحيى عليهما السلام إشارة إلى ما العداوة مع اليهود، أما رؤيته صلى الله عليه وسلم لسيدنا يوسف عليه السلام إشارة إلى ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم من أهل قريش من حرب ورغبتهم بإهلاكه، وهذا ترابط لما وقع لسيدنا يوسف رضي الله عنه من إخوانه، أما رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا إدريس عليه السلام فهو رفع منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى، أما رؤيته لسيدنا هارون فهي دلالة على أنه قومه سيحبونه بعد معاداتهم له، أما لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بسيدنا موسى عليه السلام ففيه إشارة إلى ما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم لمعالجة قومه، أما سيدنا إبراهيم فكان لقاؤه في البيت المعمور المقابل للكعبة الشريفة.[٥]


المراجع

  1. سورة الملك، آية:3
  2. " لقاء النبي بالأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج "، إسلام ويب. بتصرّف.
  3. "قصة المعراج"، قصة الإسلام. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ رواه مالك بن صعصعة الأنصاري، في صحيح البخاري، عن البخاري، الصفحة أو الرقم: 3207، صحيح.
  5. " الإسراء والمعراج: آيات باهرات وعبر وعظات"، الألوكة. بتصرّف.