تعريف المعجزة
المعجزة هي أمر خارق للطبيعة والعادة ويعجز البشر على الإتيان بمثله، وتلك المعجزات يأتي بها الله -سبحانه وتعالى- على أنبيائه لتكون تأييدًا لهم على صدق رسالتهم وتحدي لأقوامهم، وكلمة "معجزة" لم ترد في القرآن الكريم بل وردت كلمة "آية" والتي تعني العلامة، ولذلك أكرم الله سبحانه وتعالى جميع رسله بآيات ومعجزات منها ذكر بالقرآن الكريم والسنة ومنها ما لم يذكر.[١]
ما هي معجزات النبي محمد؟
تعددت معجزات النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ومنها ما يأتي:[٢]
معجزة القرآن الكريم
وهي من أعظم معجزات الرسول ومن أكبر الآيات والعلامات الدالة على نبوته، وهي من المعجزات الدائمة التي لا تزول والباقية إلى أن يشاء الله عز وجلّ،[٣] فالقرآن الكريم هو كلام الله الحق المعجز المنزل على سيدنا محمد بواسطة الملك جبريل، والمتعبد بتلاوته والذي لا تصح الصلاة إلا به، والذي تحدى الله سبحانه وتعالى به العرب أن يأتوا بمثله،[٤] قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.[٥]
معجزة انشقاق القمر
جاءت معجزة انشقاق القمر بعدما طالب كفار قريش من النبي حينها أي دليل على صدقه وصدق دعواه، فأيده الله سبحانه وتعالى أمام هؤلاء الكفار وانشق القمر نصفين لدرجة أن بعض الصحابة رأوا جبل حراء بينهما، قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ* وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ* وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ* حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}،[٦] وحصلت هذه المعجزة قبل الهجرة النبوية، والتي تعتبر إحدى علامات الساعة التي حدثت،[٧] فقد روي أنَّه: (خَمْسٌ قدْ مَضَيْنَ: الدُّخَانُ، والقَمَرُ، والرُّومُ، والبَطْشَةُ، واللِّزَامُ).[٨]
معجزة الإسراء والمعراج
هي الحادثة العظيمة التي أسرى الله تعالى بها نبيه بالبراق إلى المسجد الأقصى بالقدس، ولقي فيه الأنبياء جميعهم وصلّى بهم ركعتين، ثم عرج به إلى السماوات العلى، حتى وصل إلى سدرة المنتهى والتي فرض الله -عز وجلّ- فيها الصلاة، والتي كانت في البداية خمسين صلاة، وأصبحت فيما بعد خمس صلوات في اليوم والليلة بعد التخفيف،[٩] قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[١٠]
معجزة حنين الجذع
لما روي في صحيح البخاري: {كانَ المَسْجِدُ مَسْقُوفًا علَى جُذُوعٍ مِن نَخْلٍ، فَكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا خَطَبَ يَقُومُ إلى جِذْعٍ منها، فَلَمَّا صُنِعَ له المِنْبَرُ وكانَ عليه، فَسَمِعْنَا لِذلكَ الجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ العِشَارِ، حتَّى جَاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ}.[١١]
معجزات أخرى للرسول محمد
معجزة إخباره -صلى الله عليه وسلّم- بالأمور الغيبية والمستقبلية، وحدوثها كما أخبر، ومعجزة نبع الماء من بين أصابعه.
أهمية المعجزات
أيّد الله سبحانه وتعالى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلّم- بمعجزات كثيرة ومتعددة لتكون دليلًا على نبوته،[١٢] ودليلًا لإرساله من ربه، ولو خلا النبي من المعجزات لكان سهل على الناس تكذيبه، لذلك فإنَّ لجميع الأنبياء -عليهم السلام- معجزات مختلفة،[١٣] قال رسول الله: (ما مِنَ الأنْبِياءِ مِن نَبِيٍّ إلَّا قدْ أُعْطِيَ مِنَ الآياتِ ما مِثْلُهُ آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنَّما كانَ الذي أُوتِيتُ وحْيًا أوْحَى اللَّهُ إلَيَّ، فأرْجُو أنْ أكُونَ أكْثَرَهُمْ تابِعًا يَومَ القِيامَةِ).[١٤]
المراجع
- ↑ إسلام ويب (11/4/2005)، "معجزات النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ د. خالد بن محمد الشهري (29/11/2015)، "من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ الإسلام سؤال وجواب (2/10/2008)، "من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ الشيخ صلاح نجيب الدق (7/12/2015)، "معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم"، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:88
- ↑ سورة القمر، آية:1-5
- ↑ إسلام ويب (1/7/2003)، "معجزة انشقاق القمر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مسروق بن الأجدع، الصفحة أو الرقم:4767، (حديث صحيح).
- ↑ الشيخ أحمد الفقيهي (19/7/2010)، "الإسراء والمعراج"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:1
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:3585، (حديث صحيح).
- ↑ الشيخ صلاح نجيب الدق (7/12/2015)، "معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ إسلام ويب (18/1/2009)، "الإيمان بمعجزات الأنبياء عليهم السلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:152، حديث صحيح.