لقد بدأت البعثة النبوية الشريفة عندما كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم أربعين عامًا، فقد نزل الوحي جبريل عليه السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان في غار حراء يتفكر في خلق الكون، وقرأ عليه مطلع سورة العلق، ليبدأ صلى الله عليه وسلم بتطبيق ما أمره به الله عز وجل والمتمثل بالدعوة، وقد انقسمت الدعوة إلى مرحلتين؛ فكانت المرحلة الأولى سرية واستمرت لمدة ثلاثة أعوام، وبعد ذلك انتقلت الدعوة الإسلامية من المرحلة السرية إلى المرحلة الثانية وهي المرحلة الجهرية، وسنعرض في هذا المقال عدد سنوات بعثة الرسول كاملة، إلى جانب مراحل الدعوة، والحكمة من نزول الوحي.[١]


عدد سنوات بعثة الرسول

بلغت عدد سنوات بعثة الرسول ثلاثة وعشرين عامًا، كانت المرة الأولى التي يلتقي بها الرسول صلى الله عليه وسلم بجبريل عليه السلام في رمضان، وقد كان هذا اللقاء هو المحدد لبداية بعثة رسول الله، وكان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم حينها أربعين عامًا بدليل ما قاله عبد الله بن عباس رضي لله عنهما: "بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ"،[٢] وهذا الحديث يظهر لنا المدة التي قضاها الرسول صلى الله عليه وسلم في البعثة والدعوة الإسلامية، إذ إنه بُعث في سن الأربعين وتوفي في سن الثلاثة والستين، والفرق بين بداية البعثة والوفاة هو ثلاثة وعشرون عامًا؛ ثلاثة عشر عامًا منها كانت في مكة المكرمة، وعشرة في المدينة المنورة.[٣]


مراحل دعوة الرسول

مرت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بعدة مراحل، وفيما يلي توضيح لهذه المراحل:[٤]

  1. الدعوة السرية في مكة المكرمة، واستمر لمدة ثلاث سنوات.
  2. الجهر بالدعوة الإسلامية وإعلانها بالكلام فقط في مكة، وبقيت على هذا الحال إلى حين الهجرة.
  3. الدعوة جهرًا في المدينة المنورة، ولكنها لم تقتصر فقط على الدعوة بالكلام، بل تعدت ذلك إلى القتال المعتدين، وبقيت هذه المرحلة إلى حين صلح الحديبية.
  4. الدعوة جهرًا مع محاربة كل من يقف في وجه الدعوة الإسلامية، ومنع الذين يصدون عنها، وبقيت الدعوة الإسلامية مستمرة بهذه المرحلة وثبتت عليها.


الحكمة من نزول الوحي في سن الأربعين

تكمن الحكمة من نزول الوحي جبريل عليه السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان في سن الأربعين في أن الإنسان في هذه المرحلة يصل إلى سن النضج والإدراك وكمال العقل والرشد والتجربة في الحياة، إذ يكون الإنسان قد خاض تجارب كثيرة في حياته وفي تعامله مع الناس، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه السن قد اتصف بتمام النضج واكتمال الرشد، كما اجتمعت فيه الصفات السابقة، لذلك كان سن الأربعين هو الأنسب لنزول الوحي وبدء الدعوة الإسلامية، ومن الجدير بالذكر أن معظم الأنبياء كُلّفوا بالدعوة في مثل هذه السن.[٥]


المراجع

  1. موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 1-192. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح بخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3902.
  3. " لماذا كانت بعثة النبي عند الأربعين؟ "، قصة الإسلام. بتصرّف.
  4. " هل بوادر الحملة الإعلانية كانت في الهجرة أم في الدعوة السرية أم الدعوة العلنية ؟"، إسلام ويب. بتصرّف.
  5. " نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب. بتصرّف.