الإسراء والمعراج

أكرم الله -تعالى- نبيّه -عليه الصلاة والسلام- برحلة الإسراء والمعراج، فكانت رحلة الإسراء أولاً من مكة المكرّمة إلى بيت المقدس ثمّ المعراج من بيت المقدس إلى السماوات العُلى، وكانت الرحلتان في ليلةٍ واحدةٍ، وتمّت الرحلة بالجسد والروح معاً فكانت معجزةً من معجزات الرسول -عليه الصلاة والسلام- التي دلّت على صدق نبوّته ورسالته، وفي تلك الرحلة فُرضت الصلوات الخمس على المسلمين، وقد تضمّنت رحلة الإسراء الكثير من الآيات والمعجزات، قال -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)،[١] وقد أخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- قومه بتلك الرحلة وانقسموا بين مصدّق ومكذّبٍ له.[٢]


من أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج؟

كان أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- أوّل من صدّق الرسول -عليه الصلاة والسلام- في حادثة الإسراء والمعراج، ذلك أنّه أخبر أبا جهلٍ أولاً، ثمّ جمع القوم ليُخبرهم فأخبرهم، فكذّبوه وهرعوا إلى أبي بكرٍ يُخبروه بما حدّثهم الرسول -عليه السلام-، فصدّق وقال -رضي الله عنه-: (إن كان قاله فقد صدق)، وطلب القوم من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أن يصف لهم بيت المقدس وصفاً دقيقاً، فوصفه لهم، وأخبرهم أيضاً عن القافلة الآتية إليهم، وحدّد لهم وقت وصولها، فوصلت في الوقت المحدّد، وبلك أُقيمت الحُجّة عليهم، فآمن مَن آمن منهم.[٣]


خصائص أبي بكر الصديق

كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- سيداً من سادات قبيلة قريش وشريفاً من أشرافها وتاجراً مرموقاً من تجارها ذلك قبل الإسلام، وعُرف أيضاً بالعديد من المناقب والخصائص في الإسلام فيما يأتي بيان البعض منها:[٤]

  • أول مَن أسلم من الرجال: وقد تحمّل في سبيل ذلك الكثير من المشاق والصعوبات، ونذر نفسه في سبيل خدمة الإسلام وأهله، وضحّى الكثير لرفع راية الإسلام، فقد أسلم على يديه الكثير من الصحابة؛ كعثمان بن عفان، والزبير بن العوّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص، وطلحة بن عُبيد الله.
  • أحبّ الصحابة إلى الرسول: فقد نال أبو بكرٍ -رضي الله عنه- محبة الرسول -عليه السلام-، إذ كان رفيقه في كلّ الأوقات والأحوال، وخاصةً في مرحلة النبوّة وما تَبِعها من مشاقّ وصعوبات.
  • الشجاعة: عُرف -رضي الله عنه- بقوته وشجاعته في المواقف كلّها، فقد شارك في كلّ الغزوات ولم يتخلّف عن أيٍّ منها، وثبت مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- يوم أُحد وحُنين ودافع عنه.
  • الكرم والجُود: اشتُهر أبو بكر الصدّيق بكرمه وجُوده وسخائه في سبيل نشر دعوة الإسلام وتبليغها، فقد أنفق كلّ ما يملك لأجل ذلك.
  • أول خليفةٍ للمسلمين: فقد بايعه المسلمون للخلافة بعد وفاة الرسول -عليه الصلاة والسلام-؛ لِما تحلّى به من الصفات والأخلاق الحسنة، وسلامة الرأي والحجة، والحكمة وسعة الفقه والعلم.


المراجع

  1. سورة الإسراء، آية:1
  2. رمضان البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 108. بتصرّف.
  3. الشيخ أحمد أبو عيد (5/9/2016)، "الإسراء والمعراج.. دروس وعبر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.
  4. سعيد حوَّى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 548-549. بتصرّف.