حلف الفضول هو أحد الأحلاف التي اجتمع حولها العرب في الجاهلية، وقد شهد هذا الحلف النبي صلى الله عليه وسلم في شبابه قبل بعثته وكان يبلغ من العمر حينها عشرين عامًا، وهو حلف يهدف إلى نصرة المظلوم وصد الظلم والتكاتف على منعه في مكة المكرمة.
مكان عقد حلف الفضول
عُقِد حلف الفضول في بيت عبد الله بن جدعان الذي كان من سادات قريش في مكة المكرمة، وحين حضر هذا الحلف النبي صلى الله عليه وسلم كان برفقة أعمامه، إذ إن عمه الزبير بن عبد المطلب من أوائل من نادوا بإنشاء حلف الفضول حينها، وعُقِد الحلف في شهرٍ حرام وهو ذو القعدة من العام 591 للميلاد، وكان قد مضى على انتهاء حرب الفجار التي كانت ما بين كنانة وقيس عيلان ما يقارب أربعة أشهر فقط، وكانت قد سميت بحرب الفجار؛ لأنها وقعت في شهرٍ حرام فقالوا عنها الفجار لانتهاكهم حرمة الشهر الحرام.[١][٢]
سبب عقد حلف الفضول
كان لإنشاء حلف الفضول سبب مباشر عقب انتهاء حرب الفجار، وهو أن رجلًا جاء من اليمن إلى مكة من آل زبيد ومعه بضاعة لبيعها، فاشتراها منه العاص بن وائل ولم يعطه ثمنها، فاستنكر ذلك الرجل هذا الفعل وطلب من أهل مكة أن يعينوه في استرداد حقه، إلا أنه لم يسانده أحد؛ وذلك لمكانة العاص بن وائل حينها في مكة، فذهب هذا الرجل عند الكعبة واستغاث بأهل المروءة لنجدته وردِ حقه، فنهض عم الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير بن عبد المطلب وقال: ما لهذا مترك، أي إنه لن يُسمح بمرور هكذا ظلم فقط لأن العاص له مكانة عالية فيفعل ما يشاء، فاجتمع على إثر ذلك بنو هاشم وبنو زهرة وبنو تيم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان، وعقدوا حلفًا ما بينهم على منع الظلم في مكة، وعلى أن يقفوا بجانب المظلوم حتى يردوا له حقه، وانطلقوا نحو وائل بن عاص وانتزعوا منه بضاعة الرجل الزبيدي وردوها إليه، وتجدر الإشارة إلى أن سبب تسمية حلف الفضول بهذا الاسم هو أنه يماثل حلفًا لقبيلة جرهم كان قد عقده ثلاثة أشخاص يحملون اسم الفضل، وهم الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة.[٣][٤]
حلف الفضول في الإسلام
لا شكّ في أن المبادئ التي قام عليها حلف الفضول لا تتعارض مع المبادئ الإسلامية التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي حفظت الأخلاق الحسنة ونبذت كل ما هو دنيء وفيه ظلم على الفرد والمجتمع، فالإسلام حرّم الظلم بكافة أشكاله ولم يفرق بين أحد لعرقه أو نسبه أو لونه، وممّا يؤكد اتفاق حلف الفضول مع المبادئ الإسلامية ما وقع بين حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين والوليد بن عتبة حول مال بينهما، وكان الوليد أمير المدينة قد عينه عمه معاوية بن سفيان، فأراد حبس حق الحسين تحيزًا لعمه في نزاعهم حول حق الخلافة، فحلف الحسين أنه إن لم ينصفه في حقه سيدعو لحلف الفضول في مسجد جده صلى الله عليه وسلم، وقد أيده في ذلك عبد الله بن الزبير والمسور بن مخرمة الزهري، فلما رأى الوليد ذلك أعاد للحسين حقه وأنصفه.[٥]
المراجع
- ↑ "مكان عقد حلف الفضول"، إسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ "وِلادةُ خيرِ الأَنام ﷺ إلى بَيْعةُ العَقبةِ الأولى. - حلف الفضول"، طريق الإسلام. بتصرّف.
- ↑ "حلف الفضول"، إسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ "حلف الفضول"، طريق الإسلام. بتصرّف.
- ↑ "حلف الفضول - السيرة النبوية لابن هشام"، إسلام ويب. بتصرّف.