العَربُ قبل الإسلام

كان للعربِ في الجاهليّة العديدَ من العادات والتقاليد التي تعارضت مع الإسلام، مثل: القمار، وشربِ الخمر، و دفن البنات وهنّ على قيد الحياة، وغيرها من العادات السيئة، إلاّ أنّ هناك بعض العادات التي أقرّها الإسلام؛ لموافقتها مع الشريعة الإسلاميّة، وعدمَ تعارضها لها،[١] ومنها: تحريمُ القِتال في الأشهر الحُرم؛ ذو القعدة وذو الحجّة ومحرّم،[٢] ومن أشهر وقائع القتال التي دارت بين العرب أيام الجاهليّة حرب الفِجَار وفي المقال بيانٌ لأبرز أحداثها.


حرب الفِجَار

هي إحدى حروب العَرب قبل الإسلام، وقعت بين قريش ومَن معها من بني كنانة من جهةٍ، وقيس عيلان وأحلافها من جهةٍ أخرى،[٣] مع الإشارة إلى أنّ قريش كانت تميل إلى السِّلْم في كثيرٍ من أمورها، ولا ترغب بوقوع أيّ قتالٍ مع أيّ طرفٍ وخاصّةً مع قبيلة هوزان التي لها القوّة داخل سوق عكاظ، وما ذلك إلّا حرصاً وحفاظاً على تجارتها وسوقها،[٤] وسُميَّت حرب الفِجار بهذا الاسم؛ لوقوع القتال في شهر الله الحَرام، ولما استُحِلَّ فيها مِنْ حُرُمات مكة التي كانت مقدّسةً عند العرب.[٣]


أحداث حرب الفِجار

بيان أحداث ووقائع حرب الفِجار فيما يأتي:[٥]

  • وقعت حرب الفِجار بعد عام الفيل بعشرين سنةً، ويرجع سبب وقوعه كما ذكر ابن سعد في الطبقات عن يعقوب بن عتبة الأخنسيّ إلى أنّ النعمان بن المنذر بعث لطيمة للتجارة مع عروة بن عُتبة بن كلاب إلى سوق عكاظ، فنزلا على بئر ماءٍ يشربا منه، فوثب عليهما البرّاض بن قيس أحد بني بكر بن عبد مناة، وقتل عُروة ثمّ هرب إلى خيبر واستخفى بها، وعلمت قبيلة الخبر آخر ذلك اليوم، فلم تلبث بعد أن بلغها الخبر أن همّت لتُدرك ثأرها، حتى أدركوا قريشاً وكنانة، فاقتتلوا، ولما اشتدّ البأس وحميت قيس احتمت قريش بحرمها، وتواعدوا في العام المقبل، وانصرفوا إلى بلادهم يحرّض بعضهم بعضاً.[٦]
  • مكثت قبيلة قريش وغيرها من كنانة وأسد بن خزيمة سنةً كاملةً تستعدّ لقتال قيس عيلان، وكان قائد قريش ومَن معها يوم الحرب حرب بن أميّة بن عبد شمس؛ لمكانته في قريش شرفاً وسنّاً، وقد شارك النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في القتال إذ أخرجه أعمامه معهم، وكان عُمره حينها عشرين سنةً كما ذكر ابن إسحاق، إذ قال: (هَاجَتْ حَرْبُ الْفجارِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً).[٦]
  • وقع القتال بين الطرفين في أربعة أيامٍ، هنّ: يوم شَمْطة، ويوم العَبْلاء، ويوم الشَّرب، ويوم الحريرة، وكان يوم الشَّرب أعظم يومٍ وقع فيه قتالٌ حتى أنّ حرب بن أميّة وأخوه سفيان قيّدا أنفسهما؛ لئلا يفرّا من أرض المعركة، وانهَزمت يومئذٍ قيس إلّا أنّ بني النضر ثبتوا.[٧]
  • انتهى القتال بين الطرفين في اليوم الرابع بعد أن تواعدوا للقتال مرةً أخرى في العام المُقبل، إلّا أنّ عتبة بن ربيعة سعى في الصُلح بين الطرفين على أن يُحصُوا قتلى الفريقين، فمَن وجد قَتلاه أكثر أخذ ديَة الزائد، فكانت لقيس زيادة أخذوا ديتها من قريش، واصطلحوا.


المراجع

  1. جابر قميحة (9-4-2014)، "موقف الإسلام من قيم الجاهلية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2021. بتصرّف.
  2. جواد علي، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 105. بتصرّف.
  3. ^ أ ب اسماعيل ابن كثير، السيرة النبوية، صفحة 255. بتصرّف.
  4. سعيد الأفغاني، أسواق العرب في الجاهلية والإسلام، صفحة 162. بتصرّف.
  5. محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 101-102. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عبد الملك بن هشام، سيرة ابن هشام، صفحة 186. بتصرّف.