أحب العرب الخيل وتعلقوا بها منذ قديم الزمان؛ فهي رمز الشجاعة والأصالة عندهم، وقد أبدوا بها اهتمامًا كبيرًا؛ وتمثل هذا الاهتمام برعايتها وتربيتها والمحافظة على أنسابها من جهة الأم والأب خشية اختلاطها بنسبٍ هجين، ولم يهتم العرب بأي حيوان آخر بقدر اهتمامهم بالخيل، إذ إنهم اعتنوا بها كما لو أنها من أبنائهم، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى حب الخيل، واصفًا إياها بأنها ميراث أبينا إسماعيل عليه السلام، وقال عنها: "الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَواصِيها الخَيْرُ إلى يَومِ القِيامَةِ"،[١] وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وغزواته الخيل واعتنى بها، وسنتحدث في هذا المقال عن خيل الرسول صلى الله عليه وسلم وعددها وصفاتها.


عدد خيول الرسول

ثبت في الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم له سبعة خيول، واختلفوا في نسب ثلاث خيول أخرى له لقول بعضهم أن له عشرًا من الخيول، ومنهم من نسب له خمس عشرة خيلًا، وفي قول آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له خمسة وعشرون من الخيل، أما الخيول السبع التي اتفق الجمهور على نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم فهي السّكب، والمرتجز، واللحيف، والّلزاز، وسبحة، والظرب، والورد، ولها تفصيل في وصفها على النحو التالي:[٢]


1. السّكب

وهو فرس أدهم، أي أسود اللون، وقد اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسمى بالضرس قبل شرائه، وكان محجلًا ، وقد غزا به النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد.[٢]


2. المرتجز

وسُمي بذلك لحسن صهيله وجمال لونه الأبيض، وقد اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم من رجل من بني مرة.[٣]


3. اللُّحَيف

وسُمي بذلك نسبة إلى ذيله الطويل الذي يلحف به الأرض، وقد جاءه هدية من ربيعة بن أبي البراء.[٣]


4. اللزاز

سمي بذلك لسرعته، إذ إن اللز يدل على الملاصقة، وقد كان يلاصق الهدف بسرعته، وقد أهداه المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم حينها.[٢]


5. سبحة

عُرفت بسرعتها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسابق الناس بها، وورد أن الصحابي أنس بن مالك قد أكد على سرعتها حين سألوه إذا ما كانوا يتراهنون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فتكلم عن رهانهم على سبحة خيل رسول الله وإعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بسرعتها وخفتها.[٤]


6. الظرب

وهذا من خيول النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكر في السيرة أنه مر بجانب فرس يملكها أبو بكر الصديق، وقد بدا أن فرس أبي بكر يريد مصاحبته، فحدث أبو بكر النبي في ذلك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حين أخبره أبو بكر، وقال: "دع الخيل تجري على سكناتها"، وإن هذا الفرس أُهدي للنبي صلى الله عليه وسلم من فروة بن عمير الجذامي.[٥]


7. الورد

وقد أعطاه صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب، وقد كان هدية من تميم الداري للنبي صلى الله عليه وسلم.[٦]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عروة بن أبي الجعد البارقي، الصفحة أو الرقم:2850.
  2. ^ أ ب ت المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 191، جزء 7. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن حبيب الحلبي، كتاب المقتفى من سيرة المصطفى، صفحة 118. بتصرّف.