رحلة الإسراء والمعراج

تعدّ رحلة الإسراء والمعراج من أهمّ الأحداث في سيرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ لِما فيها من المعجزات التي حدثت في تلك الليلة بانتقاله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومنه إلى السماوات العُلا، قال -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ).[١][٢]


تعريف الإسراء والمعراج

معنى الإسراء

بيان تعريف الإسراء لغةً وشرعاً آتياً:[٣]

  • الإسراء لغةً: من السَّرى، وهو السير ليلاً.
  • الإسراء شرعاً: رحلة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من مكّة المكرّمة إلى بيت المقدس بقدرة الله -سبحانه-.


معنى المعراج

بيان تعريف المعراج لغةً وشرعاً آتياً:

  • المعراج لغةً: اسمٌ يُراد به المِصعد والسُّلَم.[٤]
  • المعراج شرعاً: رحلة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بقدرة الله من بيت المقدس إلى السموات العُلا ثمّ إلى سدرة المنتهى ثمّ لقائه الله -عزّ وجلّ-،[٥] قال -سبحانه-: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى*لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى).[٦]


الإسراء ووسيلة انتقال النبي

أُسري بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام في مكّة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس على دابّة البراق، فقد أخرج الإمام مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ)،[٧]وسُميّت بالبراق اشتقاقاً من البريق؛ لأنّ لونها أبيض، وقيل اشتقاقاً من البرق؛ لأنّها كانت سريعةً كالبرق.[٨]


محطات من رحلة الإسراء والمعراج

الإسراء من مكة إلى بيت المقدس

بعد أن انتقل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من مكة إلى بيت المقدس على دابة البراق دخل المسجد الأقصى حيث الأنبياء جميعاً -عليهم الصلاة والسلام-، فصلّى بهم ركعتين، ثمّ خرج من المسجد الأقصى، فجاءه جبريل -عليه السلام- بإناءٍ من خمرٍ وإناءٍ من لبنٍ، وهيّر الرسول -عليه السلام- بينهما فاختار اللبن، فقال له جبريل: اخترتَ الفطرة.[٩]


المعراج من بيت المقدس إلى السماوات العُلا

عَرَج جبريل -عليه السلام- بالنبيّ إلى السماء الأولى فلَقِيَ آدم -عليه السلام-، ثمّ إلى الثانية فلَقِيَ عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا -عليهم السلام-، ثمّ إلى الثالثة فلَقِيَ بيوسف -عليه السلام-، ثمّ إلى الرابعة فلَقِيَ إدريس -عليه السلام-، ثمّ إلى الخامسة فلَقِيَ هارون -عليه السلام-، ثمّ إلى السادسة فلَقِيَ موسى -عليه السلام-، ثمّ إلى السابعة فلَقِيَ إبراهيم -عليه السلام-، ثمّ ذُهب به إلى سدرة المُنتهى، وفرض الله عليه خمسين صلاةً كلّ يومٍ وليلةٍ.[٩]


حوار النبي مع موسى عليه السلام

بعد أن فرض الله -سبحانه وتعالى- على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- خمسين صلاةً كلّ يومٍ وليلةٍ ذهب إلى موسى -عليه السلام- وأخبره بما افترض الله عليه، فنصحه أن يسأل ربّه التخفيف إذ إنّ أمته لن تقدر على ذلك العدد، فرجع إلى ربّه وخفّف خمساً، واستمرّ في مراجعته إلى أن خفّفها إلى خمس صلواتٍ بأجر وثواب خمسين.[٩]


المراجع

  1. سورة الإسراء، آية:1
  2. د. راغب السرجاني (4/5/2016)، "كيف بدأت قصة الإسراء والمعراج؟"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. بتصرّف.
  3. الشيخ أحمد أبو عيد (5/9/2016)، "الإسراء والمعراج.. دروس وعبر"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2021. بتصرّف.
  4. "تعريف و معنى معراج في معجم المعاني الجامع "، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. بتصرّف.
  5. سورة النجم، آية:13-18
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162، حديث صحيح.
  7. أ.د راغب السرجاني (5/5/2016)، "رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2021. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت سامي بن خالد الحمود، "خطبة ( الإسراء والمعراج )"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. بتصرّف.