ليلة الإسراء والمعراج من المعجزات التي خص الله عز وجل بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت بعد عام الحزن الذي لاقى فيه النبي صلى الله علي وسلم حزنًا شديدًا على فراق حبيبيه؛ عمه أبي طالب، وزوجته خديجة بنت خويلد، ويعرف الإسراء بأنه خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس على ظهر دابة اسمها البراق، أما المعراج فهو صعود النبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس نحو السماء، وقد خص الله عز وجل هذه الليلة بعديد من الأحداث الخاصة مثل فرض الصلاة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولقاء النبي ببقية الأنبياء والصلاة بهم، وسنعرض في هذا المقال ما يتعلق بفرض الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج.


فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج

في الحديث الصحيح الذي يتحدث عن رحلة النبي صلى الله عليه وسلم، قد ورد أن الصلاة فُرِضت على المسلمين في السماء السابعة، وكان عددها خمسين صلاة، وحين رجوعه صلى الله عليه وسلم كان قد وجد سيدنا موسى عليه السلام وطلب منه الرجوع ليسأل الله التخفيف؛ لأن الأمة لن تتحمل ذلك، فعاد النبي صلى الله عليه وسلم سائلًا الله عز وجل التخفيف ليضع عنا سبحانه نصفها، وحين عودته كان قد قال له موسى أن أمته لن تطيق فعاد مجددًا يسأل الله عز وجل التخفيف، واستمر كذلك حتى فرضت خمس صلوات فقط بأجر خمسين صلاة، وقد ورد أن أول صلاة قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم هي صلاة الظهر.[١]


لقاء الأنبياء ليلة الإسراء والمعراج

ثبت في الصحيح عن رحلة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد لقي جماعة من الأنبياء في بيت المقدس، وحين حان وقت الصلاة كان قد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بهم إمامًا، وحين انطلق نحو السماء الدنيا برفقة جبريل وفتحوا لهم أبواب السماء كان قد لقي سيدنا آدم عليه السلام أبا البشر فسلم عليه ورحب به، ثم انطلق ليصل السماء الثانية ليجد سيدنا عيسى ويحيى عليهما السلام فسلم عليهما صلى الله عليه وسلم، ثم صعد النبي صلى الله عليه وسلم نحو السماء الثالثة ليجد سيدنا يوسف بن يعقوب عليهما السلام فرحب به، ثم صعد نحو السماء الرابعة ووجد سيدنا إدريس عليه السلام فسلم عليه ورحب به، لينطلق نحو السماء الخامسة فوجد فيها هارون عليه السلام ليرحب به كما فعل الأنبياء من قبله، ثم انطلق نحو السماء السادسة فوجد فيها كليم الله سيدنا موسى عليه السلام ليسلم عليه ويرحب به، وينطلق نحو السماء السابعة ليجد خليل الرحمن سيدنا إبراهيم وكان أقرب الناس به شبهًا هو النبي صلى الله عليه وسلم.[٢]


الحكمة من ليلة الإسراء والمعراج

لمعجزة الإسراء والمعراج العديد من الأسباب، وفيما يأتي عرض لأهمها:[٣]

  1. التخفيف عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد حزنه في العام الذي قبله من وفاة عمه وزوجته.
  2. مواساة النبي صلى الله عليه وسلم عن ظلم قومه وجحودهم.
  3. بيان منزلة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة وتفضيله بآخر الرسالات.

المراجع

  1. التويجري، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 407، جزء 2. بتصرّف.
  2. "لقاء النبي بالأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج"، إسلام ويب. بتصرّف.
  3. "الإسراء والمعراج تكريم للنبي عليه الصلاة والسلام"، إسلام ويب. بتصرّف.