كان يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة هو أشد يوم ظلمة في تاريخ المسلمين، كيف لا وهو يوم قُبض صلى الله عليه وسلم والتحق بالرفيق الأعلى، كيف لا وهو الذي أنار برسالته وهديه قلوب وعقول المسلمين، توفي صلى الله عليه وسلم بعد مرض أصابه واستمر أربعة عشر يومًا، وقد اشتد عليه في آخر ثلاثة أيام، حتى إنه لم يتمكن من الخروج إلى الصلاة، وقد أمر أبا بكر أن يؤم المسلمين، وتوفي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة أم المؤمنين وهو مستند عليها.


روي عن عائشة رضي الله عنها (ووجدتُ رسولَ اللهِ يثقُلُ في حجرِي. فذهبتُ أنظر في وجهِه. فإذا نظرُه قد شَخصَ وهو يقولُ: بلِ الرَّفيقُ الأعلَى مِن الجنَّةِ! قلتُ: خُيِّرتَ فاخترتَ والَّذي بعثَك بالحقِّ. وقُبضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ.)[١]، وللتعرف على الأحداث التي رافقت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، سنذكر موجزها خلال هذا المقال.[٢]


مرض رسول الله قبل وفاته

روي عن أبي مويهبة مولى رسول الله أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه ذات ليلة، وقال له أنه أمر أن يستغفر لأهل البقيع، فذهب معه أبو مويهبة، وقال له رسول الله، أنه خير بين خزائن الأرض والخلد فيها، وبين لقاء الله عز وجل، فاختار رسول الله لقاء ربه عز وجل، ثم استغفر لأهل البقيع، وعاد إلى بيته وفي صبيحة اليوم التالي بدأ مرض رسول الله (هنا نص الحديث).


كان الرسول صلى الله عليه وسلم خلال مرضه يتنقل بين بيوت زوجاته رضوان الله عليهن، ولما اشتد به المرض كان يقول: "أين أنا غدًا" يتحرى يوم السيدة عائشة، فأذنت له زوجاته بأن يمرض في بيت أم المؤمنين عائشة، وكان -عليه الصلاة والسلام- يخرج ويصلي بالمسلمين، ثم يعود إلى بيته، إلا في آخر ثلاثة أيام، فقد أمر أن يؤم أبو بكر بالمسلمين، إلا أن أبا بكر كان خارج المدينة فأمر عمر رضي الله عنه فغضب رسول الله لما سمع صوته، ولما رجع أبو بكر أمّ في الناس.[٣][٤]


يوم وفاة رسول الله

في صبيحة يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول للعام الحادي عشر من الهجرة بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتضر في بيت عائشة، فأسندته أم المؤمنين عليها، وروي عن السيدة عائشة أنه بينما كان صلى الله عليه وسلم يحتضر، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان بيده سواك، فكان رسول الله ينظر إليه، ولم يتمكن من الحديث، فعلمت أم المؤمنين أنه يريد السواك، فأخذت السواك وألانته (هنا نص الحديث).


وكان قد اشتد به المرض كثيرًا حتى إنه صلى الله عليه وسلم كان يمسح وجهه بالماء،[٣][٤] ويقول "لا إله إلا الله، إن للموت سكراتٍ"[٥]، نصب رسول الله يده، وشخصت عيناه للأعلى، وردد قائلًا اللهم الرفيق الأعلى، حتى قُبض ومالت يده، وبوفاته عليه أفضل الصلاة والسلام انقطع الوحي عن أهل الأرض وانتهت النبوة، وما من مصيبة أعظم على المسلمين إلى يوم القيامة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.[٣][٤]


دفن رسول الله

لما قُبض صلى الله عليه وسلم قام أهل بيته بغسل بثيابه، ولم يزيلوها عنه، وكان علي بن أبي طالب هو من تولى غسله، وكان معه العباس والفضل، وصالح مولى رسول الله، وهم ذاتهم من تولوا دفنه أيضًا.[٦]


المراجع

  1. رواه الألباني، في فقه السيرة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:470، صحيح.
  2. "متى توفي النبي عليه الصلاة والسلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "متى توفي النبي عليه الصلاة والسلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم"، د. طارق السويدان، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6510، صحيح.
  6. "حديث عن علي بن أبي طالب"، الدرر السنية. بتصرّف.