تعريف ببيعة العقبة الثانية

هي عبارة عن تحالف ديني وعسكري تم بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين من أهل المدينة، قبل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها،[١] وسُميت ببيعة العقبة نسبة إلى المكان الذي حدثت فيه،[٢] وهو يقع بالقرب من الجمرة الأولى في مِنَى،[٣] وقد سبقتها بيعة العقبة الأولى، التي حدثت في نفس المكان، قبل عام واحد من تاريخ حدوث بيعة العقبة الثانية، وتُسمى بيعةُ العقبة الثانية ببيعة الحرب،[٤] وبيعة العقبة الكبرى،[٥] وهي تُعد من أهم وأعظم التحالفات والاتفاقيات في تاريخ الإسلام، وقد حدثت بشكل سري للغاية.[٦]


معلومات عن بيعة العقبة الثانية


تاريخ حدوثها

حدثت بيعة العقبة الثانية في العام الثالث عشرة للبعثة النبوية، التي توافق سنة 622 ميلادية، وقد جرت أحداثها بعد نهاية موسم الحج من تلك السنة، حيث قدِم الأنصار من المدينة مع مشركي قومهم مستخفين بإسلامهم، وكانوا قد عقدوا العزم على مقابلة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومبايعته على النصرة والطاعة، وتمت البيعة في اليوم الثاني من أيام التشريق.[٧]


أسبابها

بعد أن بدأ الإسلام ينتشر في المدينة، ولم يخلُ بيتٌ منها من وجود مسلمين فيه، عزَّ على المسلمين فيها ما كان يصل إليهم من أخبار غير سارة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه المستضعفين في مكة، وما كان يتعرضون له من اضطهاد وتعذيب وإهانة، فقرروا أن يناصروا النبي -صلى الله عليه وسلم- على أعدائه، وأن يقوموا بحمايته من الظُلم والخطر المُحدق به وبأصحابه، وأن يُخلِّصوهم مما هم فيه من الخوف والمُلاحقة، فاتفقوا على أن يجتمعوا في موسم الحج، ويذهبوا لملاقاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومبايعته على ذلك.[٨]


بنودها

كانت بنود بيعة العقبة الثانية واضحة وصريحة، بيَّنها النبي -صلى الله عليه وسلم- للأنصار بدقة، قبل أن يقوموا بمبايعته، وهي عبارة عن خمسة بنود، جمعها قوله -صلى الله عليه وسلم-: (تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكَسلِ، والنَّفقةِ في العُسْرِ واليُسْرِ، وعلى الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وأنْ تَقولوا في اللهِ لا تخافوا في اللهِ لَوْمةَ لائِمٍ، وعلى أنْ تَنصُروني فتَمْنَعوني إذا قَدِمْتُ عليكُم ممَّا تَمْنَعون منه أَنفُسَكُم وأزواجَكُم وأبناءَكُم؛ ولكُمُ الجَنَّةَ).[٩][١٠]


عدد أفرادها

كان عدد أفراد بيعة العقبة الثانية هو خمسةٌ وسبعون شخصاً، كان منهم ثلاثة وسبعون رجلاً، اثنان وستون منهم من الخزرج، وأحد عشر من الأوس،[١١] وامرأتان هما نسيبة بنت كعب المازنية، وأسماء بنت عمرو بن عدي.[١٢]


نقباؤها

طلب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار أن يختاروا من بينهم اثني عشر شخصاً من زعمائهم، ليكونوا نقباء على البيعة، ومهمتهم أن يحافظوا على التزام قومهم ببنود البيعة، وأن يكفلوا للرسول -صلى الله عليه وسلم- تنفيذ هذه البنود كما تم الاتفاق عليها، فتم اختيارهم على الفور، وكان تسعة من هؤلاء النقباء من الخزرج، وثلاثة من الأوس، وأسماؤهم هي:[١٣]

  • أسعد بن زرارة بن عدس.
  • سعد بن الربيع بن عمرو.
  • عبد الله بن رواحة بن ثعلبة.
  • رافع بن مالك بن العجلان.
  • البراء بن معرور بن صخر.
  • عبد الله بن عمرو بن حرام.
  • عبادة بن الصامت بن قيس.
  • سعد بن عبادة بن دليم.
  • المنذر بن عمرو بن خنيس.
  • أسيد بن حضير بن سماك.
  • سعد بن خيثمة بن الحارث.
  • رفاعة بن عبد المنذر بن زبير.

المراجع

  1. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 134. بتصرّف.
  2. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 164. بتصرّف.
  3. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 133. بتصرّف.
  4. محمد إلياس الفالوذة، الموسوعة في صحيح السيرة النبوية، صفحة 493. بتصرّف.
  5. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 139. بتصرّف.
  6. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 579-580. بتصرّف.
  7. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 133. بتصرّف.
  8. أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 409-410. بتصرّف.
  9. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:222، حديث حسن.
  10. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 583-584. بتصرّف.
  11. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 166. بتصرّف.
  12. أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 410. بتصرّف.
  13. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 137. بتصرّف.