حرص النبي صلى الله عليه وسلم خلال فترة دعوته في مكة على تبليغ جميع القبائل بالدعوة الإسلامية، واستقطاب الناس كافة من شتى القبائل، خاصةً بعدما حاربه قومه في مكة ورفضوا بعثته واشتد عليه الأذى هو ومن أسلم معه، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة بالهجرة إلى الحبشة لفتح آفاق جديدة للدعوة الإسلامية، وكان صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته على القبائل القادمة إلى مكة خلال مواسم الحج؛ وذلك لزيادة عدد المسلمين وقوتهم، حتى أذن الله عز وجل له بالهجرة إلى يثرب أي المدينة المنورة لإقامة الدولة الإسلامية وردّ الأذى عن الإسلام والمسلمين، فكان في تبليغه للدعوة الإسلامية في مكة بداية ومقدمات لهجرته إلى المدينة من خلال بيعة العقبة الأولى والثانية، فما هي تفاصيل بيعة العقبة؟ وفي أي عام كانت؟ سنجيب عند تلك الأسئلة في هذا المقال، إلى جانب السؤال الأساسي وهو كم عدد نقباء بيعة العقبة الثانية؟


كم عدد نقباء بيعة العقبة الثانية؟

بعد أن بايع النبي صلى الله عليه وسلم الأوس والخزرج في بيعة العقبة الثانية، أمرهم بأن يختاروا اثني عشر نقيبًا لتمثيل قومهم؛ وكانوا تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، وكانت بنود هذه البيعة تقوم على السمع والطاعة، ولم تكن هذه البيعة إلا مقدمة للهجرة النبوية إلى المدينة، وبناء الدولة الإسلامية هناك،[١] وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم على كل خمسة أشخاص نقيبًا فيكون النقيب سادسهم لتنظيم أمورهم الإدارية، لذلك طلب النبي صلى الله عليه وسلم انتقاء اثني عشر نقيبًا من العدد الكلي للمبايعين في بيعة العقبة الثانية، إذ بلغ عددهم قرابة ثلاثة وسبعين رجلًا، وكان ذلك خير مثال في حرية اختيار الشعب لمن يمثله، دون تدخل من السلطات العليا، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين ترك لهم حرية الاختيار، وفيما يأتي عرض لأسماء النقباء من قبيلتي الأوس والخزرج:[٢]


نقباء قبيلة الخزرج

وقع الاختيار على تسعة نقباء من الخزرج، وهم:

  • أسعد بن زرارة.
  • البراء بن معرور.
  • عبد الله بن عمرو بن حرام.
  • سعد بن عبادة.
  • عبادة بن الصامت.
  • سعد بن الربيع.
  • عبد الله بن رواحة.
  •  رافع بن مالك.
  • المنذر بن عمرو.


نقباء قبيلة الأوس

أما نقباء الأوس فكانوا ثلاثة، وهم:

  • أسيد بن حضير.
  • سعد بن خيثمة.
  • أبو الهيثم بن تيهان وقيل أنه رفاعة بن عبد المنذر.


وقد وزع النبي صلى الله عليه وسلم مسؤولية الأنصار على هؤلاء الاثني عشر نقيبًا رضي الله عنهم جميعًا، وأخذ بنفسه صلى الله عليه وسلم مسؤولية المهاجرين، بعد ذلك كان قد طلب منهم صلى الله عليه وسلم أن يختاروا رئيسًا فيما بينهم بالتسلسل الإداري ليسهل عليهم عملية التواصل والمتابعات الإدارية فيما بينهم، فاختاروا الصحابي أسعد بن زرارة لصغر سنه وموهبته الفذة، وبذلك تمت بيعة العقبة الثانية، وكان هؤلاء الاثني عشر نقيبًا مدركين أن هذه المسؤولية ما هي إلا تكليف وليست تشريفًا، فالباحث في السيرة يجد أن خمسة من النقباء قد استشهدوا في سبيل الله، ومعظم أصحاب بيعة العقبة الثانية قد شاركوا في غزوة بدر الكبرى؛ فمنهم من نال الشهادة، ومنهم من شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الغزوات التي بعدها.[٢]


بيعة العقبة الثانية

وقد سميت أيضًا ببيعة العقبة الكبرى، وقد حصلت في العام الثالث عشر من البعثة، وكان المسلمون في مكة قد هاجروا إلى المدينة، واطمئنوا لإخوانهم الأنصار هناك، وانتشرت الدعوة الإسلامية، وبقي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل أن يأذن الله له بالهجرة، فجاءه في موسم الحج ثلاث وسبعون رجلًا وامرأتان،[٣] فبايعهم النبي صلى الله عليه وسلم في منطقة العقبة في منى ببنود جديدة، وهي كالآتي:[١]

  • السمع والطاعة.
  • النفقة في العسر واليسر.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • قول كلمة الحق دون الخوف من أحد.


المراجع

  1. ^ أ ب "بنود بيعة العقبة الثانية"، قصة الإسلام . بتصرّف.
  2. ^ أ ب راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية لراغب السرجاني، صفحة 10-11، جزء 13. بتصرّف.
  3. "وقفة مع بيعة العقبة الثانية"، إسلام ويب. بتصرّف.