في مقالنا هذا سنعرض جزءًا مهمًّا من حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرض إلى أذى كثير من المشركين وكفار قريش خلال دعوته إلى الله سبحانه وتعالى وتبليغه لرسالة الإسلام، وهذا الجزء من حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تسبب له بألم كبير، لدرجة أن الله عز وجل واساه عن ذلك برحلة الإسراء والمعراج، وفي مقالنا هذا سنعرض صورة من صور الأذى الذي كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتعرض له وهو محاولة وضع رداء حول عنقه صلى الله عليه وسلم من أجل خنقه.


الذي وضع رداءه على عنق النبي

تعرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال دعوته إلى عبادة الله سبحانه وتعالى لأذى شديد من قريش، ومن هذا الأذى محاولة عقبة بن أبي معيط لخنقه صلى الله عليه وسلم، وذلك بوضع ردائه على عنق النبي وهو يصلي في الكعبة، إذ إنه شد الرداء حينها حول عنق النبي وظل يشده إلى أن أتى أبو بكر الصديق ودفعه عنه، وقال له أتقتلون رجلًا قال ربي الله.[١]


موت عقبة بن أبي معيط

حزن النبي صلى الله عليه وسلم على كفر عقبة بن أبي معيط بعد إسلامه، لذلك أنزل الله سبحانه تعالى آيات فيها وعيد لمن يكفر بعد الإسلام، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا"،[٢] وهذه الآية تبين الندامة التي سيقع بها عقبة بن أبي معيط حين لا ينفع الندم أو يفيد يوم القيامة،[٣] وفي غزوة بدر كان عقبة بن أبي معيط من الأسرى الذين أسروا، فأمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقتله بسبب سوء أفعاله وبشاعتها.[١]


صور أخرى للأذى الذي تعرض له النبي

لقد تعرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكثير من صور الأذى في بداية بعثته ودعوته، وفيما يلي ذكر لبعض هذه الصور:[٤]

  1. السخرية والاستهزاء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ووصفه بالساحر وبالمجنون، ودليل ذلك قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ".[٥]
  2. تحذير القادمين إلى مكة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  3. وضع امرأة أبي لهب للشوك في طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمام بيته في الليل.
  4. وضع عقبة بن أبي معيط لسلا الجزور على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء سجوده في الصلاة، وسلا الجزور هو ما ينزل مع مولود الناقة عند ولادتها.
  5. منع وصول القرآن الكريم إلى الناس بشتى وسائل الأذى والتخريب، وقد خلد الله سبحانه وتعالى هذا الأمر في كتابه الكريم بقوله تعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ".[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 5. بتصرّف.
  2. سورة الفرقان، آية:27
  3. محمود محمد غريب، كتاب سورة الواقعة ومنهجها فى العقائد، صفحة 215. بتصرّف.
  4. "إيذاء المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم"، الألوكة. بتصرّف.
  5. سورة الحجر، آية:6
  6. سورة فصلت، آية:26