خص الله عز وجل المسلمين بالكثير من الخير والبركات في العديد من الأيام والليالي الفضيلة، فمنها ما خصَّها الله بالأجر العظيم في صلاتها وقيامها مثل ليلة القدر، ومنها ما كرمها الله خلال حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل ليلة الإسراء والمعراج التي اشتملت في مضمونها على رفعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاصَّة والمسلمين عامَّة في تلك الليلة، وإن لليلة القدر فضائل عظيمة ولليلة الإسراء والمعراج خصائصُ عظيمة أيضًا سنعرض كلًّا منها في هذا المقال.


ما الفرق بين ليلة القدر والإسراء والمعراج؟

ثبت في ديننا الحنيف فضل هذه الَّليالي المباركة، ففضل ليلة القدر هو نزول الوحي، والرسالة الإسلامية على سيِّد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء، ونزول أولى آيات القرآن الكريم آنذاك، وبداية بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أمَّا فضل ليلة الإسراء والمعراج فهو يكمن فيما خصَّنا الله عز وجل به من تشريفٍ للنبي صلى الله عليه وسلم، واقترانها بفرض الصلاة على المسلمين.

أمَّا الفرق بين هاتين الليلتين العظيمتين فيكمن في أن ليلة القدر أجرها معلوم لمن أحياها بالعبادة وذكر الله عز وجل، وضاعف الله أجرها فقال أن الأجر في هذه الليلة أعظم من الأجر في ألف شهر، كما قال عز وجل: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"،[١] أما ليلة الإسراء والمعراج رغم عظم مكانتها، فلم يثبت عن العلماء الحثُّ على تخصيصِ العبادة بها وإحيائها بالطَّاعات.[٢]


فضل ليلة القدر

هي ليلة عظيمة ذكرها الله عز وجل في كتابه، وذكر فضلها، وهي الليلة التي نزل بها الوحي جبريل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وأوحى إليه بالرِّسالة والنُّبوة، ولم تحدَّد هذه الليلة في ليلةٍ معينةٍ، بل اقترنت بالليالي الفردية من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ وذلك لحثِّ المسلمين على قيام الليالي، لعظم أجر الليالي العشر الأواخر جميعها، إذ إن لها فضلًا عظيمًا في العبادة والمناجاة، فأجر هذه الليلة عن أجر قيامِ ألفِ شهر، أو كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الشهرَ قد حضركم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ، ولا يُحْرَمُ خيرَها إلا كُلُّ محرومٍ".[٣][٤]


فضل ليلة الإسراء والمعراج

وهي ليلةٌ عظيمةٌ خصَّ الله عزَّ وجلَّ بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ لِما لاقاه من معاناةٍ في دعوته آنذاك من محاربةِ قومهِ له، ومن فقدانه لأقرب النَّاس من قلبه، فكانت ليلة الإسراء والمعراج، ويقصد بالإسراء ذهابُ النبي صلى الله عليه وسلم من مكَّة إلى القدس، أمَّا المعراج فهو انتقال النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى نحو السَّماء، وهي رحلة مباركة ومعجزةٌ عظيمةٌ فُرِضت فيها الصلاة من السماء السابعة، وفيها تكريمٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وبيان فضله، وبيان أهميَّة المسجد الأقصى للمسلمين.[٥]


المراجع

  1. سورة القدر ، آية:1-5
  2. محموعة من المؤلفين ، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 264، جزء 4. بتصرّف.
  3. رواه الألباني ، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1905، حسن.
  4. أحمد عبدالرحمن (25/8/2011)، "فضائل ليلة القدر "، الألوكةالشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2021. بتصرّف.
  5. "الإسراء والمعراج "، إسلام ويب ، 1/6/2014، اطّلع عليه بتاريخ 11/9/2021. بتصرّف.