الوحي وسيلة خطاب لله -تعالى- لأنبيائه لإبلاغهم بشرعه، والوحي في اللغة يأتي بمعنى الإعلام بسرعةٍ وخفاءٍ، وأمّا معناه في الشرع؛ فهو إعلام الله -تعالى- لرسله وأنبيائه بما يريد أن يوصله لهم ويبلغهم إياه من الشرع أو الكتاب بواسطةٍ أو بغير واسطةٍ،[١] وللوحي صورٌ وأنواعٌ عديدةٌ فيما يأتي ذكرها وبيانها.


أنواع الوحي وصوره

إنّ وحي الله -تعالى- لأنبيائه له صورٌ عديدةٌ، وفيما يأتي بيانٌ لهذه الصور وذكرٌ لأمثلةٍ عليها.


الوحي بالرؤيا الصادقة في المنام

أوحى الله -تعالى- لعددٍ من أنبيائه بواسطة الرؤيا الصادقة في المنام؛ فكانت الرؤيا الصادقة أوّل صورةٍ من صور الوحي التي أوحى الله -تعالى- بها للنبيّ محمَّدٍ -عليه الصلاة والسلام-، كما رُوت عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ: (أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ)،[٢] كما أوحى الله -تعالى- له بفتح مكّة عن طريق الرؤيا الصادقة في منامه، وأوحى إلى نبيّه إبراهيم -عليه السلام- بالرؤيا الصادقة، حين رأى في المنام أنّه يذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام-.[٣]


الوحي بالتكليم

أي أن يُكلِّم الله -تعالى- النبيّ، ويخبره بما يريد من شرعٍ وتكليفٍ، وقد كلّم الله -سبحانه وتعالى- نبيّه محمد -عليه الصلاة والسلام- وخاطبه، وذلك في حادثة الإسراء والمعراج، حين أخبره الله -تعالى- بفرض الصلاة كما جاء في الحديث الشريف من قوله عليه الصلاة والسلام: (فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقالَ: هي خَمْسٌ وهي خَمْسُونَ، لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ).[٤][٣]


الوحي بالإلهام

يُقصد بالإلهام ما يلقيه الله -تعالى- في قلب نبيٍّ من أنبيائه، ممّا يفيد العلم اليقينيّ الذي لا يدخله شكٌّ أو توهُّمٌ، ومن العلماء من يسمّيه الإلقاء في الرَّوع؛ أي قلب الإنسان ودواخل نفسه، ومثال هذا النوع من الوحي ما جاء في الحديث عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها).[٥][٣]


الوحي بواسطة جبريل

ويُعرف بالوحي الجليّ، وهو أكثر صور الوحي التي أوحى الله -تعالى- بواسطتها لأنبيائه ورسله،[٣] وقد نزل جبريل -عليه السلام- على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بهيئته الملائكيّة في غار حراء، وتمثّل له على هيئة رجلٍ في أحوالٍ أخرى،[٦] وكان يأتيه في أحيانٍ كصوت صلصلة الجرس، كما رُوي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (أحْيانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وهو أشَدُّهُ عَلَيَّ).[٧][٨]


أثر الوحي على النبيّ عليه الصلاة والسلام

كان الله -تعالى- يوحي للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- بواسطة جبريل -عليه السلام- فيظهر أثر نزول الوحي عليه، ومن الآثار والعلامات التي كانت تظهر على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عند نزول الوحي عليه ما يأتي:[٨]

  • سماع الصحابة -رضي الله عنهم- لصوتٍ كدويّ النحل عند وجهه -عليه الصلاة والسلام-.
  • تصبّب وجه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عرقًا عند نزول الوحي عليه حتّى في الأيّام شديدة البرد.
  • ثقل وزنه -عليه الصلاة والسلام- عند نزول الوحي عليه؛ حيث رُوي أنّ البعير يوشك أن يبرك على الأرض من الثقل.
  • إصابته بالشدَّة؛ أي أنّه -عليه الصلاة والسلام- عند نزول الوحي عليه في أحيانٍ كان يصاب بالحمّى.
  • احمرار وجهه -عليه الصلاة والسلام- وتغيّر لونه.

المراجع

  1. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 267-271. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4956، حديث صحيح.
  3. ^ أ ب ت ث فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن، صفحة 178-181. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:3342، حديث صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:2085، حديث صحيح.
  6. مساعد الطيار، المحرر في علوم القرآن، صفحة 64-65. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2، حديث صحيح.
  8. ^ أ ب "أنواع الوحي وصوره، وأثرها على النبي، ورد على ادعاء إصابته بالصرع"، الإسلام سؤال وجواب، 20/8/2010، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022.