اسم خيل الرسول
ذكرت العديد من المصادر التاريخيّة وكتب السيرة النبويّة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان له عددٌ من الخيول التي امتلكها وغزا بها، واستخدمها في بعض أسفاره؛ فقيل إنّها بلغت سبعة خيول، وقيل هي عشرة، ونذكر أسماءها على النحو الآتي:[١]
- المرتجز؛ وهو الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فجل النبي شهادته بشهادة الرجلين، وسمّي بذلك لحسن صهيله؛ كأنّه يُنشد رجزاً.
- اللّحيف؛ ومعناه الذي يلتحف الأرض؛ وذلك لطول ذيله الذي يجرّه خلفه، وقد أهداه للنبي -صلى الله عليه وسلم- ربيعة بن أبي براء، فأثابه عليه.
- اللّزاز؛ أيّ الذي يلتصق بالمطلوب منه لشدّة سرعته، وقد أهداه للنبي -صلى الله عليه وسلم- المقوقس.
- الظّرب؛ يُقصد بالظرب الرابية الصغيرة، وقد سمّي هذا الخيل بهذا لقوّته وسمنه، وقد أهداه فروة بن عمير الجذامي للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
- السّكب؛ وهذا الخيل اشتراه النبي -صلى الله عليه وسلم- بعشرة أواق، وقد غزا عليه يوم أحد.
- سبحة؛ وهي الفرس التي تمدّ يديها عند الجري، وفي الحديث: (راهَنَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- على فَرَسٍ له يُقالُ له: سَبْحةُ، فسَبَقَ الناسَ، فانتَشى لذلك وأَعْجَبَه).[٢]
- الورد؛ سمّي بذلك للونه الذي كان بين الكميت والأشقر؛ وقد أهداه له تميم الدّاريّ -رضي الله عنه-، فأعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
وهذه الخيول السبعة اتفق على أسمائها جمعٌ من أهل السير والتراجم، وقالوا: إنّ الخيل التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعملها للرّكوب، ويمتطيها للغزو هي السّكب.[٣]
وقد ذكر آخرون عدداً من أسماء الخيول التي كانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- غير التي أُشير إليها سابقاً؛ فقيل كان له: الأبلق، وذو العقال، وذو اللمة، والمرتجل، والمراوح، والسرحان، واليعسوب، واليعبوب، والبحر، والأدهم، والشحاء، والسجل، وملاوح، والطرف، والنجيب؛ وهذه الخيول مختلف فيها.[٣]
الخيل في الهدي النبوي
أفضل أنواع الرزق
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ الخيل من أفضل أنواع الرزق الذي يناله المسلم من الحيوانات؛ وذلك لقدرته على استعمالها في سبيل تحصيل الأجر والثواب؛ كما أنّها قد تكون من الأمور التي تجرّ لصاحبها الإثم والوزر؛ لما قد تلقاه من سوء المعاملة، وعدم مراعاة حقّ الله -تعالى- فيها.[٤]
وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (الخَيْلُ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وعلَى رَجُلٍ وِزْرٌ؛ فأمَّا الَّذي له أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا في سَبيلِ اللَّهِ، فأطَالَ بهَا في مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَما أَصَابَتْ في طِيَلِهَا ذلكَ مِنَ المَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ، كَانَتْ له حَسَنَاتٍ، ولو أنَّهُ انْقَطَعَ طِيَلُهَا، فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ له...).[٥][٤]
ويُكمل -صلى الله عليه وسلم- فيقول: (... ولو أنَّهَا مَرَّتْ بنَهَرٍ، فَشَرِبَتْ منه وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ، كانَ ذلكَ حَسَنَاتٍ له، فَهي لِذلكَ أَجْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ في رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا؛ فَهي لِذلكَ سِتْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنِوَاءً لأهْلِ الإسْلَامِ، فَهي علَى ذلكَ وِزْرٌ...).[٥][٤]
عقد للخير والبركة
ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- بين نواصي الخيل والخير حتى قيام الساعة؛ وذلك لما يكون فيها من أجر الجهاد في سبيل الله، ولما يكون فيها من المغانم؛ وفي هذا قال -صلى الله عليه وسلم-: (الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَواصِيها الخَيْرُ إلى يَومِ القِيامَةِ: الأجْرُ والمَغْنَمُ).[٦][٧]
المراجع
- ↑ المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 191-192، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ رواه الإمام أحمد، في المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13689، صححه الألباني.
- ^ أ ب ابن سيد الناس، عيون الأثر، صفحة 389-390، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبد اللطيف عاشور، موسوعة الطير والحيوان في الحديث النبوي، صفحة 175-176. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2371، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عروة بن أبي الجعد البارقي، الصفحة أو الرقم:2852 ، صحيح.
- ↑ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 384، جزء 7. بتصرّف.