أشار النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه في السنة الخامسة للبعثة، وفي قرابة السنة العاشرة للبعثة بالهجرة إلى الحبشة، وذلك للعديد من الأسباب أهمها هو حفظ المسلمين من الأذى الواقع عليهم من المشركين في مكة، فقد زاد الأذى والعذاب على المسلمين في تلك الفترة، كما كان ذلك لحفظ الدعوة الإسلامية، وفتح أبواب جديدة يستطيع المسلمون من خلالها الدعوة لدينهم في ظل ملك عادل قد رحب بهم أشد ترحيب، وهو النجاشي ملك الحبشة حينها، فهاجر المسلمون بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا اثني عشر وقيل أحد عشر رجلًا وأربعًا من النساء، وفي الهجرة الثانية للحبشة كان قد خرج لها ثلاثة وثمانون رجلًا وثماني عشرة أو تسع عشرة امرأة، وقد أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالبقاء ونشر الدعوة الإسلامية هناك، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن عدد النساء المهاجرات إلى الحبشة في المرة الأولى والثانية.[١][٢]


كم عدد النساء المهاجرات إلى الحبشة؟

خرجت من النساء المهاجرات في الهجرة الأولى إلى الحبشة أربع نساء برفقة أزواجهنَّ، وفي الهجرة الثانية كن تسع عشرة من النساء وقيل ثماني عشرة، وجميعهن كان لهنّ دور في نشر الدعوة الإسلامية إلى جانب الرجال، وقد تحملن الكثير من الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية، ومن تلك النساء من عادت إلى مكة أو المدينة لاحقًا بعد هجرته صلى الله عليه وسلم، ومنهن من ماتت في أرض الحبشة أو في طريق عودتها، وفيما يأتي تعريف بالنساء المهاجرات في هجرة الحبشة الأولى:[٣]


النساء المهاجرات إلى الحبشة في الهجرة الأولى

1. رقية بنت رسول الله

هاجرت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم برفقة زوجها عثمان بن عفان الذي كان أول من هاجر إلى الحبشة، أما رقية فهي بنت رسول الله من خديجة بنت خويلد، وأسلمت وهي ذات سبع سنين فقط، وكانت قد تزوجت ابن عم أبيها عتبة ابن أبي لهب، ولكنه فارقها بعد نزول الآيات في أبيه، ثم تزوجت عثمان بن عفان وهاجرت برفقته إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وقد توفيت صغيرة وهي تبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا، ودفنت بالبقيع.[٤]


2. سهلة بنت سهيل

وهي سهلة من بني عمرو القرشية، هاجرت إلى الحبشة برفقة زوجها أبي حذيفة بن عتبة، ثم تزوجت من الصحابي عبد الرحمن بن عوف بعد موت زوجها أبي حذيفة، وأنجبت له ابنه سالم.[٥]


3. أم سلمة

وهي أم المؤمنين أم سلمة من بني أمية من السابقين في الإسلام، وكانت قد هاجرت إلى الحبشة برفقة زوجها أبي سلمة، وبعد وفاته تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت آخر أمهات المؤمنين وفاةً، وقيل إنها توفيت في خلافة يزيد بن معاوية.[٦]


4. ليلى بنت أبي الحاكم

وهي أم عبد الله بنت أبي حثمة القرشية العدوية، وهي إحدى النساء الأربع اللاتي هاجرن إلى الحبشة في الهجرة الأولى، وقد هاجرت برفقة زوجها عامر بن ربيعة.[٧]


المراجع

  1. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 81. بتصرّف.
  2. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 46. بتصرّف.
  3. "الصحابيات المهاجرات"، الألوكة الشرعية . بتصرّف.
  4. "وفاة رقية رضي الله عنها "، إسلام ويب . بتصرّف.
  5. ابن عبد البر، كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1866، جزء 4. بتصرّف.
  6. "آخر أمهات المؤمنين موتاً"، إسلام ويب. بتصرّف.
  7. الحاكم أبو عبد الله ، المستدرك على الصحيحين للحاكم، صفحة 64، جزء 4. بتصرّف.