عدد سرايا الرسول

لمَّا أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك ما كان يعبد آباؤهم من الأصنام والحجارة، استكبرت قريش وحاربت النَّبي صلى الله عليه وسلم ومن آمن معه، وأخرجوهم من ديارهم وأبعدوهم عن أزواجهم، واستولوا على أموالهم وتجارتهم، فكانت الحروب والغزوات مشتعلة بينهم بين الفترة والأخرى، فقاتل المسلمون الكفَّار والمشركين في كثيرٍ من الأوقات، وكانت الغزوات والسرايا بينهم كثيرة، وقد ذكرت الشريعة الإسلامية الغزوات التي خاضها المسلمون مع النبي كما ذكرت السرايا وهي التي لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم حاضرًا فيها.

عدد سرايا الرَّسول

خاض المسلمون العديد من السرايا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بلغ عددها كما يقول المؤرِّخون 73 سريّة، ومن هذه السَّرايا ما يأتي:^[١][٢]

• سرية سِيف البحر: وكانت السَّرية الأولى للمسلمين، ووقعت في رمضان في العام الأول من الهجرة، بقيادة حمزة بن عبد المطلب.
• سرية رابغ: حدثت في شهر شوَّال بعد السَّرية الأولى، وكانت بقيادة الصَّحابي عبيدة بن الحارث في العام الأول من الهجرة أيضًا.
• سرية الخرَّار: حدثت في شهر ذي القعدة من العام الأول للهجرة أيضًا، وكانت بقيادة سعد بن أبي وقاص.
• سرية نخلة: حدثت في العام الثاني من الهجرة في شهر رجب، وكانت بقيادة عبد الله بن جحش.

أهمية السَّرايا عند المسلمين

كانت السَّرايا ذات أهميَّة بالغة عند المسلمين، وتظهر أهميتها فيما يأتي:^[٣]

• إظهار قوَّة المسلمين في الدَّاخل والخارج، فقد أثبتوا بذلك أنَّهم قادرون قدرة تامَّة على الجهاد وإرهاب العدوّ.
• تهيئة المسلمين لما هو آت من فتوحات وغزوات، كما أنَّ من شارك بالسَّرية يكون قد اكتسب معرفة كافية بفنون القتال.
• إثبات قوة المسلمين، فما يفعلونه يعدُّ تهديدًا لقريش بتجارتها وأموالها، فإمَّا أن يعودوا إلى رشدهم ويعرفوا ربهم ويؤمنوا به، وإمَّا ألا يقفوا في وجه المسلمين ودعوتهم لله.
• معرفة المؤمنين وتيقُّنهم بأن النَّصر قادمٌ من الله سبحانه، فقد بشَّرهم الله في كتابه بقوله: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".^[٤]

أهداف السَّرايا

جاءت السَّرايا وحتَّى الغزوات لأجل أهدافٍ عظيمةٍ ينبغي أن تتحقَّق، ومن هذه الأهداف ما يأتي:^[٥]

• طاعة الله سبحانه والاستجابة لأوامره، قال الله سبحانه: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".^[٦]
• حماية الدعوة الإسلامية ممن يعاديها ويحاربها حتى تنتشر في أرجاء الأرض.
• رفع صفة الذل عن المسلمين؛ إذ إن قريش أشاعت بين القبائل أن المسلمين أذلاء عندما أخرجتهم من ديارهم وأبعدتهم عن أولادهم وأخذت أموالهم.