يُطلق الوحي في اللغة على الإعلام بخفاءٍ وخفَّةٍ، وفي الشرع؛ فهو الطريقة التي يبلّغ بها الله -تعالى- أنبياءه ورسله -عليهم السلام- ويعلمهم بما يريد من شريعةٍ وأحكامٍ، بواسطةٍ أو بغير واسطة، وله صورٌ عدَّةٌ،[١] وفيما يأتي حديثٌ عن نزول الوحي جبريل على النبيّ محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، وأين نزل عليه؟ وما هي صور الوحي غير جبريل التي أوحى بها الله -تعالى- إليه -عليه الصلاة والسلام-؟


أين نزل الوحي على سيدنا محمد؟

نزل الوحي جبريل -عليه السلام- بهيئته وصورته الملائكيّة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في غار حراء، أثناء تعبّده فيه، حيث كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يختلي لأيَّامٍ في غار حراء، يتفكّر في خلق السماوات والأرض، وكان عمره حينها أربعين سنةً.[٢]


قصّة نزول الوحي

نزول جبريل على النبي

نزل جبريل -عليه السلام- على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أثناء وجوده في غار حراء، حيث جاءه بصورته الملائكيَّة، وسدّت أجنحته الأفق، وخاطبه طالبًا منه أن يقرأ، والنبيّ -عليه الصلاة والسلام- يردّ عليه بقوله: "ما أنا بقارئ"، حتّى ضمّه جبريل -عليه السلام- ضمَّة شديدةً، وقال له: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).[٣][٢]


عودة النبيّ خائفًا

بعد أن رأى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- جبريل -عليه السلام- وضمَّه ضمَّةً شديدةً أرهقته، عاد -عليه الصلاة والسلام- إلى خديجة -رضي الله عنها- خائفًا مرتجفًا، مردِّدًا: "زملوني، زمّلوني"، فغطته خديجة -رضي الله عنها-، وقصّ عليها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأخبرها بما حدث معه.[٢]


موقف خديجة عند عودة النبي

طمأنت خديجة -رضي الله عنها- النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بكلامٍ مملوءٍ بالرحمة والحكمة، مؤكِّدةً له أنّ الله -تعالى- لن يخذله، وعدّدت له ما اجتمع فيه من صفاتٍ وأخلاقٍ حميدةٍ، وانطلقت به إلى ابن عمٍّ لها، يُدعى ورقة بن نوفل، وكان على النصرانيَّة وعنده علمٌ بها؛ فأخبره أنّ الذي نزل عليه هو الناموس -أي الملك- الذي نزل على موسى -عليه السلام قبله، وأنّ لا ينزل إلا على الأنبياء.[٤]


أنواع الوحي الذي نزل على النبي

تعدّدت صور وأنواع الوحي التي أوحى الله -تعالى- بها إلى نبيّه -عليه الصلاة والسلام-، ومن هذه الصور والأنواع:[٥]

  • الرؤيا الصادقة: فرؤيا الأنبياء حقٌّ ووحيٌ من الله -تعالى-، وقد كانت الرؤيا الصالحة أوّل ما بدأ الله -تعالى- به نبيّه من الوحي.
  • الإلهام: ويُقصد به ما يقذفه الله -تعالى- في قلب النبي -عليه الصلاة والسلام- وروعه من العلم الضروري الذي لا شكّ فيه.
  • التكليم من وراء حجاب.
  • بواسطة جبريل: وللوحي بواسطة جبريل صورٌ متعدِّدةٌ، وهي:[٦]
  • نزول جبريل بصورته الملائكيّة الحقيقية، وذلك عند نزوله على النبيّ في غار حراء.
  • تمثّل جبريل على هيئة رجلٍ: حيث كان يأتي جبريل -عليه السلام- إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في أحيانٍ على هيئة رجلٍ، وجاءه مرّاتٍ على هيئة الصحابي دحية الكلبي -رضي الله عنه-.
  • أن يأتيه مثل صلصلة الجرس: حيث كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الوحي أحيانًا فيسمع صوتًا كصوت قرع الجرس.

المراجع

  1. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 267. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت إبراهيم العلي، صحيح السيرة النبوية، صفحة 49-51. بتصرّف.
  3. سورة العلق، آية:1-5
  4. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 7-8. بتصرّف.
  5. فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن، صفحة 178-181. بتصرّف.
  6. "أنواع الوحي وصوره، وأثرها على النبي، ورد على ادعاء إصابته بالصرع"، الإسلام سؤال وجواب، 20/8/2010، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2022. بتصرّف.