من النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى علينا وعلى أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه خصه بمعجزات وفضائل، ومن هذه المعجزات والفضائل رحلة الإسراء والمعراج، ولقد ذُكرت هذه الرحلة في سورة من سور القرآن الكريم، وهي سورة الإسراء، كما ذُكرت الرحلة أيضًا في سورة النجم، وقد ثبتت معجزة الإسراء والمعراج في الصحيحين أيضًا، وفي مقالنا هذا سنتعرف على رحلة الإسراء والمعراج، وسنجيب بالتحديد عن سؤال: (من أين كانت رحلة الإسراء والمعراج؟).


من أين كانت رحلة الإسراء والمعراج؟

وقعت حادثة الإسراء والمعراج قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكانت تلك الحادثة متزامنة مع تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للكثير من الأذى والتكذيب من القوم الذين كان يدعوهم في مكة، فجاءت هذه الرحلة مواساة للرسول، إذ رفع الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى السماء بجسده وروحه، وقد أسرى الله سبحانه وتعالى بنبيه بلمح البصر من مكة المكرمة إلى بيت المقدس وأطلق على هذا الانتقال اسم الإسراء، وما دل على هذا قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"،[١] وبعد الإسراء بدأ النبي صلى الله عليه وسلم برحلة سماوية من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا عند سدرة المنتهى، ولقد رأى هناك الآيات العجيبة، واستدللنا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى"،[٢] وسميت هذه الرحلة السماوية التي كانت من المسجد الأقصى إلى السموات العلا باسم المعراج.[٣]


ما رآه الرسول في رحلة المعراج

لقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم خلال رحلته إلى السموات العلا آيات كثيرة مما خلق الله سبحانه وتعالى، وفيما يلي عرض لبعض من الأمور التي شاهدها الرسول والتي كانت رؤيتها بمنزلة مواساة وتبشير له صلى الله عليه وسلم:[٤][٥]

  1. سدرة المنتهى: وهي شجرة عظيمة تجري من تحتها الأنهار، حجمها كبير ولها ثمار، وهذه الثمار تشبه الجرار الكبيرة، أما أوراق هذه الشجرة فهي تشبه آذان الفيل في شكلها.
  2. جبريل عليه السلام: لم تكن المرة الأولى للقاء النبي بجبريل، لكنه رآه في هذه الحادثة على هيئته الحقيقية، وكان ذلك عند شجرة سدرة المنتهى، حيث رآه بستمئة جناح، وكان يتساقط من أجنحته الدرّ والياقوت.
  3. البيت المعمور: وهذا البيت هو كعبة أهل السماء، ويدخل هذا البيت كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة.
  4. الجنة ونعيمها: من الأشياء التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم هي الجنة وأهل الجنة من أمته.
  5. نهر الكوثر: وهو نهر خص الله به النبي، وكانت رؤيته له من ضمن ما رآه من نعيم الجنة.


المراجع

  1. سورة الإسراء، آية:1
  2. سورة النجم، آية:18
  3. والمعراج/ "الإسراء والمعراج"، الألوكة. بتصرّف.
  4. " قبسات من رحلة الإسراء والمعراج "، إسلام ويب . بتصرّف.
  5. "الإسراء والمعراج"، إسلام ويب. بتصرّف.