معنى الإسراء والمعراج

كانت رحلة الإسراء والمعراج معجزةً من معجزات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- العظيمة، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في قول الله -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)،[١] وبيان المقصود بالإسراء والمعراج آتياً:[٢]

  • الإسراء: انتقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ليلاً من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى.
  • المعراج: هو ما أعقب الإسراء من صعود النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الأقصى إلى السماوات العُلى.


ماذا حدث ليلة الإسراء والمعراج؟

1- الإسراء إلى المسجد الأقصى

أُسري بجسد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ورُوحه من المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكباً على دابّة البراق بصُحبة جبريل -عليه الصلاة والسلام-، وصلّى بالأنبياء إماماً.[٣]


2- المعراج إلى السماوات العُلى

عُرِج بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في ليلة الإسراء والمعراج من بيت المقدس إلى السماوات العُلى واحدةً تلو الأخرى كما سيأتي بيانه:[٤]

  • العروج إلى السماء الدنيا: عرج النبيّ إلى السماء الدنيا، واستفتح له جبريل ففتح له، فرأى آدم -عليه السلام-، فسَّلم عليه، فرحّب به، ورد عليه السّلام، وأقر بنبوته.
  • العروج إلى السماء الثانية: عُرِج به -عليه الصلاة والسلام- إلى السماء الثانية، فاستفتح له، فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم، فسلّم عليهما، فردّا عليه، ورحّبا به، وأقرّا بنبوته.
  • العروج إلى السماء الثالثة: عُرِج بالنبيّ إلى السماء الثالثة، فرأى فيها يوسف، فسلَّم عليه، فردّ عليه ورحَّب به، وأقرّ بنبوّته.
  • العروج إلى السماء الرابعة: عُرِج بالنبيّ إليها فرأى فيها إدريس، فسلّم عليه، ورحّب به، وأقرّ بنبوّته.
  • العروج إلى السماء الخامسة: عُرِج بالنبيّ إليها فرأى فيها هارون، فسلّم عليه، ورحّب به، وأقرّ بنبوّته.
  • العروج إلى السماء السادسة: عُرِج بالنبيّ إليها فلَقِي فيها موسى -عليه السلام-، فسلَّم عليه، ورحّب به، وأقرّ بنبوّته.
  • العروج إلى السماء السابعة: عُرِج بالنبيّ -عليه الصلاة والسّلام- إلى السماء السابعة فلَقِي فيها إبراهيم -عليه السلام-، فسلَّم عليه، ورحّب به، وأقرّ بنبوته.
  • الرفع إلى سدرة المنتهى: رُفع النبيّ -عليه الصلاة والسّلام- إلى سدرة المنتهى، وهي الشجرة التي ينتهي إليها علم الخلائق.
  • العروج إلى الله -عزّ وجلّ-: عُرِج بالنبيّ -عليه الصلاة والسّلام- إلى الجبّار -جلَّ جلاله-.


3- فرض الصلوات الخمس

فرض الله -تعالى- خمسين صلاةً على نبيّه ليلة الإسراء والمعراج، فمرَّ على موسى -عليه السلام- في طريق عودته، وأخبره أنّ الله -تعالى- فرض عليه خمسين صلاةً، فأخبره موسى أن يراجع ربّه ويسأله التخفيف لأنّ أمته لن تستطيع عليها، فراجع محمدٌ ربّه، واستمرّ موسى في نُصحه بالمراجعة، إلى أن خُفّفت الصلاة إلى خمسٍ.[٣]


4- آيات رآها النبي ليلة الإسراء والمعراج

وقعت العديد من الآيات في رحلة الإسراء والمعراج يُذكر منها:[٣]

  • عرض جبريل -عليه السلام- على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- اللبن والخمر، فاختار اللبن، فقال له: (أصبت الفطرة).
  • رأى النبيّ -عليه السلام- الكثير من الآيات، منها:
  • أربعة أنهارٍ في الجنّة: نهران ظاهران هما: النيل والفرات ممّا يدلّ على أنّ أهلهما سيكونون من حملة رسالة الإسلام، ونهران باطنان.
  • خازن النار: رأى النبيّ -عليه السلام- المَلك مالك خازن النار.
  • آكلي أموال اليتامى: رأى -عليه الصلاة والسلام- أَكَلة أموال اليتامى ظلماً يُقذفون في أفواههم بقطٍ من النار تخرج من أدبارهم.
  • آكلي الربا: رأى -عليه الصلاة والسّلام- أَكَلة الربا وهم يعذّبون.
  • قافلة أهل مكة: رأى -عليه الصلاة والسّلام- قافلةً لأهل مكة في طريق ذهابه وعودته.


سبب رحلة الإسراء والمعراج

تعدّدت أسباب رحلة الإسراء والمعراج، منها: ذهاب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الطائف وتكذيب أهلها له، وحصار بني هاشم وبني المطلب في شِعب أبي طالب، ووفاة أبي طالبٍ وأم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها في عامٍ واحدٍ، كلّ تلك كانت من الأسباب الرئيسة وراء معجزة الإسراء والمعراج، حيث تعرّض النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام لأشكالٍ من الاضطهاد والابتلاء شَمِل الجانب النفسي والاجتماعي والاقتصادي، فكانت رحلة الإسراء والمعراج تسليةً من الله -عزّ وجلّ- للنبيّ، وليُريه من آياته العظيمة في سماواته العُلى.[٥]


متى كانت رحلة الإسراء والمعراج؟

قال أكثر علماء السية النبوية إنّ معجزة الإسراء والمعراج وقعت قبل الهجرة إلى المدينة بسنةٍ واحدةٍ؛ أي بعد مرور اثنتي عشرة سنةً من البعثة.[٥]


دروسٌ وعبرٌ من رحلة الإسراء والمعراج

العبودية لله مقامٌ رفيعٌ وشرفٌ عظيمٌ

أسرى الله بنبيّه - صلّى الله عليه وسلّم- ليُثبت أنَّ العبوديةَ لله هي أسمى المراتب وأعلى المقامات التي يصلُ إليها الإنسان، ولا ينالها إلّا مَن وُفِق لطاعة الله وفاز برضوانه.[٦]


مكانة المسجد الأقصى المبارك

أسرى الله -عزّ وجلّ- برسوله -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك ثمّ عُرج به منه إلى السماوات العلى بعد أن صلّى إماماً بالأنبياء فيه إظهاراً لمكانته الدينية المقدّسة.[٦]


المراجع

  1. سورة الإسراء، آية:1
  2. عبد المجيد الزنداني، بينات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته، صفحة 250. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 124-127. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مصطفى الأنصاري (2017/11/29)، "ثلاثة أسباب وراء حدوث معجزة الإسراء والمعراج"، قصة الاسلام لايت، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مهدي راسم ، "الإسراء والمعراج دروس وعبر اقرأ المزيد في إسلام أون لاين "، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.