حادثة انشقاق القمر
هي حادثة عظيمة تعتبر من دلائل النبوة الحسية، وهي معجزة من معجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد وقعت هذه الحادثة في مكة في زمن بعثته -صلى الله عليه وسلم-، ورآها الصحابة -رضي الله عنهم-، كما رآها أهل مكة من المشركين، وقد تحدّث القرآن الكريم عنها في قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}،[١] وقد روى هذه الحادثة عدد من الصحابة في أحاديث كثيرة، ونُقلت عنهم بالتواتر من طرق متعددة، وأجمعت الأمة على حدوثها، جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (انْشَقَّ القَمَرُ ونَحْنُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ فَقالَ لَنَا: اشْهَدُوا اشْهَدُوا).[٢][٣]
لماذا انشق القمر؟
حدث انشقاق القمر بعد أن طلب المشركون من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُريهم علامةً تدل على صدق نبوته، فأراهم القمر مقسوماً إلى نصفين، ورأى المشركون انشقاق القمر إلى نصفين بأعينهم، جاء في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ أهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فأرَاهُمُ القَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حتَّى رَأَوْا حِرَاءً بيْنَهُمَا).[٤] وجاء في رواية عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (انْشَقَّ القَمَرُ علَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فِلْقَتَيْنِ، فَسَتَرَ الجَبَلُ فِلْقَةً، وَكَانَتْ فِلْقَةٌ فَوْقَ الجَبَلِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ).[٥][٦]
موقف المشركين من انشقاق القمر
كان موقف المشركين هو التكذيب كعادتهم، فهم لا يريدون تصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- والإيمان به، حتى لو جاءهم بالمعجزات الصادقة والبينات الواضحة، وما ذلك إلا بسبب تعنتهم واستكبارهم، فقالوا بأن هذا سحر، وانتَظروا المسافرين حتى يأتوا إلى مكة، ليسألوهم هل شاهدوا انشقاق القمر خارج مكة، فلما أتوا سألوهم، فقالوا: نعم، بأنهم قد رأوه، ومع ذلك لم يصدق المشركون ولم يؤمنوا، وقد تحدث القرآن الكريم عن هذا الموقف في قوله -تعالى-: {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ* وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ* وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ* حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ}.[٧][٨]
بعض معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-
كانت معجزة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكبرى هي القرآن الكريم، ببيانه وبلاغته وإعجازه للأولين والآخرين، وهي معجزة خالدة إلى يوم القيامة، لكن للرسول -صلى الله عليه وسلم- معجزات أخرى كثيرة -غير انشقاق القمر- حدثت في زمنه،[٩] والمعجزات هي أمور خارقة للعادة، وهي من علامات النبوة، وسنقتصر فيما يلي على ذكر بعض تلك المعجزات، وهي:[١٠]
- الإسراء والمعراج.
- طاعة السحاب له -بإذن الله- بنزول المطر وذهابه عند دعائه.
- شفاؤه -بإذن الله- لكثير من الصحابة بالبصاق والمسح والنفث.
- سجود البعير له.
- طاعة الأشجار له وتحركها من مكانها.
- أنين الجذع شوقاً إليه وسكونه بمسحه عليه.
- ارتجاف جبل أحد عندما صعد عليه، وسكونه عندما أمره بذلك.
المراجع
- ↑ سورة القمر، آية:1
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:4865 ، حديث صحيح.
- ↑ ابن كثير، معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 25. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3868، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:2800، حديث صحيح.
- ↑ عبد المجيد الزنداني، بينات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته، صفحة 244. بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية:2-5
- ↑ العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 526. بتصرّف.
- ↑ سعيد القحطاني، رحمة للعالمين، صفحة 279. بتصرّف.
- ↑ سعيد القحطاني، رحمة للعالمين، صفحة 291-299. بتصرّف.