الرسول أشرف الناس نسباً
لقد اصطفى الله -تعالى- نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- واختاره من بين الناس جميعاً، لأنَّه كان أشرف الناس نسباً على الإطلاق، فهو صفوة الصفوة، وخيرة الخيرة، وسيد الخلق، فهو النبي العربي الهاشمي القرشي ذو النسب الرفيع العالي، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنانَةَ مِن ولَدِ إسْماعِيلَ، واصْطَفَى قُرَيْشًا مِن كِنانَةَ، واصْطَفَى مِن قُرَيْشٍ بَنِي هاشِمٍ، واصْطَفانِي مِن بَنِي هاشِمٍ)،[١] فالرسول المصطفى زكي طاهر النسب، أصيل المنبت ورفيع الشأن والمنزلة، وهو من سلالة الأنبياء الكرام، جاء في الحديث: (يا نَبيَّ اللهِ، ما كان أوَّلُ بَدءِ أمْرِكَ؟ قال: دَعْوةُ أبي إبراهيمَ، وبُشرى عيسى، ورَأَتْ أُمِّي أنَّه يَخرُجُ منها نورٌ أضاءَتْ منه قُصورُ الشَّامِ)،[٢] وقد بعث الله -تعالى- نبينا -صلى الله عليه وسلم- في أفضل زمان وأفضل مكان، قال -صلى الله عليه وسلم-: (بُعِثْتُ مِن خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ، قَرْنًا فَقَرْنًا، حتَّى كُنْتُ مِنَ القَرْنِ الذي كُنْتُ فِيهِ).[٣][٤]
نسب الرسول محمد كاملًا
هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهذا هو النسب الصحيح المتفق عليه بين العلماء جميعاً ولا خلاف بينهم في ذلك، أما ما بعد عدنان فمختلف فيه ولم يصح أو يثبت فيه شيء سوى أنَّ عدنان من نسل إسماعيل الذبيح بن إبراهيم خليل الرحمن -عليهما الصلاة والسلام-.[٥]
الرسول أفضل الخلق وأفضل الأنبياء
لقد أجمعت الأمة على أنَّ النبي محمداً -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الخلق جميعاً، وأفضل الأنبياء جميعاً، وذلك لأسباب كثيرة وردت أدلتها في القرآن والسنة، منها:[٦]
- إرسالهُ إلى الناس جميعاً وجعلُ رسالته هي الخاتمة والناسخة لما سبقها، فهو خاتم النبيين ورحمة للعالمين، قال -تعالى-: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}،[٧] وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}،[٨] وقال: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}،[٩] وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.[١٠]
- إمامته بالأنبياء في المسجد الأقصى عندما أسري به إليه، جاء في الحديث: (وقدْ رَأَيْتُنِي في جَماعَةٍ مِنَ الأنْبِياءِ، فإذا مُوسَى قائِمٌ يُصَلِّي، فإذا رَجُلٌ ضَرْبٌ، جَعْدٌ كَأنَّهُ مِن رِجالِ شَنُوءَةَ، وإذا عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ عليه السَّلامُ قائِمٌ يُصَلِّي، أقْرَبُ النَّاسِ به شَبَهًا عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وإذا إبْراهِيمُ عليه السَّلامُ قائِمٌ يُصَلِّي، أشْبَهُ النَّاسِ به صاحِبُكُمْ، يَعْنِي نَفْسَهُ، فَحانَتِ الصَّلاةُ فأمَمْتُهُمْ).[١١]
- إعطاؤه المقام المحمود، وهو الشفاعة الكبرى يوم القيامة وخصه بها دون غيره من الأنبياء، جاء في الحديث: (إنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَومَ القِيَامَةِ جُثًا، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يقولونَ: يا فُلَانُ اشْفَعْ، يا فُلَانُ اشْفَعْ، حتَّى تَنْتَهي الشَّفَاعَةُ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذلكَ يَومَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ المَقَامَ المَحْمُودَ).[١٢]
- تفضيله على غيره من الأنبياء بأمور أعطيت له دونهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: (فُضِّلْتُ علَى الأنْبِياءِ بسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنائِمُ، وجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ طَهُورًا ومَسْجِدًا، وأُرْسِلْتُ إلى الخَلْقِ كافَّةً، وخُتِمَ بيَ النَّبِيُّونَ).[١٣]
- خصُّهُ بالأولية وتقديمه على سائر الأنبياء يوم القيامة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)،[١٤] وقال: (فأكُونُ أوَّلَ مَن يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بأُمَّتِهِ)،[١٥] وقال: (وأنا أولُ منْ يفتحُ لهُ بابَ الجنةِ).[١٦]
- مناداته ومخاطبته من الله -تعالى- بصفة الرسالة والنبوة دون غيره من الأنبياء، الذين تمت مخاطبتهم بأسمائهم المجردة، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ}،[١٧] وقال: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}.[١٨]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، الصفحة أو الرقم:2276، حديث صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:22261، حديث صحيح لغيره.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3557 ، حديث صحيح.
- ↑ إسلام ويب (21/4/2019)، "النسب النبوي الشريف"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
- ↑ رقم الفتوى: 26532 (18/12/2002)، "نسب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
- ↑ رقم السؤال83417 (2/8/2006)، "الأدلة على تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:48
- ↑ سورة سبأ، آية:28
- ↑ سورة الأحزاب، آية:40
- ↑ سورة الأنبياء، آية:107
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:172، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4718، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:523، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2278 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:806، حديث صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:9615، حديث حسن.
- ↑ سورة الأنفال، آية:64
- ↑ سورة المائدة، آية:41