على الرغم من الاعتداءات والمصاعب التي واجهها الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة الإسلامية وأذى قريش، إلا أنه لم يتوقف عن الدعوة بل استمر بها، فقد كان النبي صلى الله عليه ويسلم يستغل مواسم الحج من أجل دعوة الناس إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وترك ما يعبدون من أصنام وأوثان وغيرها، وفي حدث عظيم جاء وفدان من أكبر قبائل المدينة من الأوس والخزرج فاستمعوا إلى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مقالنا هذا سنتعرف على دعوة النبي لهؤلاء الوفدين وما علاقتهما ببيعة العقبة.
ما هي بيعة العقبة؟
بيعة العقبة هي المعاهدة التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم والأنصار الذين قبلوا دعوته في السنة الثانية عشرة والثالثة عشرة من البعثة، وتمت المعاهدة في منطقة اسمها العقبة في مِنى، لذلك أطلق على أول بيعة أو معاهدة اسم بيعة العقبة الأولى، أما البيعة الثانية فقد أطلق عليها اسم بيعة العقبة الثانية.[١]
بيعة العقبة الأولى وبنودها
كانت هذه البيعة في العام الثاني عشر من البعثة، وفيها جلس الرسول صلى الله عليه وسلم مع اثني عشر مسلمًا؛ عشرة منهم من قبيلة الخزرج، واثنين من قبلية الأوس، وبدأ بالتفاوض معهم، وسمي هذا التفاوض ببيعة العقبة الأولى، وقد اتفق النبي صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء المسلمين على عدة بنود، وقد أطلق على هذه البيعة اسم بيعة النساء؛ وذلك لعدم وجود جهاد أو حرب في بنود البيعة، كما يمكن تلخيص تلك البنود في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"،[٢] وفيما يأتي عرض واضح لتلك البنود:[٣][٤]
- عدم الإشراك بالله سبحانه وتعالى.
- عدم السرقة.
- الامتناع عن الزنا.
- الانتهاء عن قتل الأولاد.
- عدم الكذب والافتراء.
- تجنب عصيان النبي صلى الله عليه وسلم في المعروف.
ونلاحظ في هذه البنود الستة التي تم الاتفاق عليها أن البند الأول منها هو أساس الإسلام، أما البنود الثاني والثالث والرابع والخامس فإنها تتعلق بقضايا أخلاقية، بينما يرتبط البند السادس والأخير بباقي البنود السابقة؛ إذ إن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تدخل في البنود كلها.
بيعة العقبة الثانية وبنودها
في العام الثالث عشر من البعثة وفي موسم الحج، جاء وفد آخر مكون من 73 رجلًا وامرأتين وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، فسميت هذه البيعة ببيعة العقبة الثانية، وكانت بنود هذه البيعة تنص على ما يلي:[٥]
- تقديم السمع والطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم سواء أكان ذلك في النشاط أم الكسل.
- المساهمة في الإنفاق في حال اليسر والعسر.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الجهاد بقول كلمة الحق دون خشية من أحد أو شيء.
- نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وحمايته ودفع الأذى عنه.
المراجع
- ↑ "الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية من البعثة إلى الهجرة (7) "، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ سورة الممتحنة، آية:12
- ↑ راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية راغب السرجاني، صفحة 6-7. بتصرّف.
- ↑ "هل بيعة العقبة الأولى كانت بيعة النساء؟"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية، صفحة 7. بتصرّف.