توجد أحداث تاريخية إسلامية نُقلت إلينا من خلال القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، ومن هذه الأحداث بيعة العقبة، فالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أمضى أعوامًا كثيرة في نشر الدعوة الإسلامية، والتنقل من طائفة إلى أخرى من أجل دعوتهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، وتعرضه صلى الله عليه وسلم إلى أذى كثير من كفار قريش، كانت بيعة العقبة نقطة تحول جديدة ساهمت في توسع الدعوة الإسلامية، إذ سمع جماعة من الأنصار عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا بها، وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على مجموعة من البنود والشروط، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن سبب تسمية بيعة العقبة بهذا الاسم، إلى جانب بعض الأمور المتعلقة بهذه البيعة.[١]
لماذا سميت بيعة العقبة بهذا الاسم؟
لقد اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم مع مجموعة من الأنصار وتكلم معهم في أمور مهمة عن الدين الإسلامي، وقد تركز اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم على تأسيس هذه الجماعة، لأنها ستساهم مساهمة كبيرة في توسيع الدولة الإسلامية، ولقد اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المجموعة في مكان يسمى العقبة؛ لذلك سميت بيعة العقبة بهذا الاسم، دلالة على اسم المكان الذي بايع فيه الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كائن في منى، وتجدر الإشارة إلى وجود بيعة عقبة أولى وبيعة عقبة ثانية، والسبب في تحديد الأولى والثانية هو تمييز البيعتين اللتين وقعتا في المكان نفسه في أوقات مختلفة.[٢]
بنود بيعة العقبة الأولى (بيعة النساء)
إن بيعة العقبة الأولى كانت على عدة أمور وبنود، وفيما يأتي توضيح لها:[٣]
- عدم الشرك بالله سبحانه وتعالى، وعبادة الله وحده لا شريك له.
- عدم السرقة واللجوء إليها بأي شكل من الأشكال.
- عدم الزنا، إذ يجب على كل مسلم أن يحفظ فرجه.
- عدم قتل الأبناء.
- عدم الكذب والافتراء.
- عدم معصية الرسول بأي معروف.
ولقد قال ابن إسحاق إن البيعة الأولى كانت على بيعة النساء، والمقصود ببيعة النساء البيعة التي وردت في سورة الممتحنة، فلقد قال الله سبحانه تعالى في كتابه الكريم: "يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"،[٤] وقيل إنها سميت بذلك لأنه لا قتال فيها، ولأن النبي بايع فيها النساء أولًا ثم بايع الرجال على ما بايع عليه النساء.[٥]
بنود بيعة العقبة الثانية
من بنود التي بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الأنصار عليها في بيعة العقبة الثانية ما يلي:[٦]
- السماع والطاعة لأوامر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- الإنفاق في جميع الأحوال في حال اليسر وفي حال العسر.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- قول الحق دون الخوف من أحد.
- نصرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
المراجع
- ↑ " الأنصار وبيعة العقبة الأولى "، إسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ " بيعة العقبة الأولى "، قصة الإسلام. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ سورة الممتحنة، آية:12
- ↑ رمضان البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 116. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية، صفحة 7. بتصرّف.