المدينة المنورة العاصمة النبوية

العاصمة النبوية هي المدينة المنورة التي أصبحت عاصمة الدولة الإسلامية بعد هجرة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم إليها، وكانت تسمّى يثرب، وتقع في الحجاز على بُعد مئة كيلومترٍ إلى الشرق من البحر الأحمر، وهي مُحاطة من جهاتها الثلاث بالجبال أمّا الجهة الرابعة الجنوبية فيُحيطها النخيل ولذلك أُطلق عليها بلد النخيل.[١]


تأسيس الدولة الإسلامية

أقام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الدولة الإسلامية في المدينة المنورة بالارتكاز على أُسسٍ قويةٍ؛ لمواجهة أي تحدياتٍ قد تقع في طريق نشر الدعوة، فكانت المرحلة التي عاشها -عليه الصلاة والسلام- في المدينة المنورة مرحلة بناءٍ للأمة الإسلامية تدلّ على ذلك الأعمال التي قام بها فور وصوله إلى المدينة المنورة حيث تُعتبر الأساس لبناء الدولة الإسلامية.[٢]


1- بناء مسجد قباء ثمّ المسجد النبوي

أقام النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أسبوعين في منطقة قباء وبنى المسجد، ثمّ أكمل المسير إلى المدينة المنورة ليكون أول عملٍ قام به فور وصوله بناء المسجد أيضاً، وما ذلك إلّا بياناً لأهمية المساجد في بناء الدولة الإسلامية وبنا أفرادها أيضاً.[٢]


2- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

آخى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بين المهاجرين والأنصار، فكانت المؤاخاة العمل الثاني الذي قام به -عليه السلام-، ليدلّ على أنّ أي دولةٍ لا يُمكن أن تنهض إلّا على مبدأ الوحدة والتعاون والتناصر بين أفرادها.[٣]


3- وثيقة المدينة

تعدّ وثيقة المدينة بمثابة الدستور الذي قامت عليه العاصمة النبوية، فكان أهمّ عملٍ قام به -عليه الصلاة والسلام-، إذ نصّت على المساواة بين أفراد الدولة، ونظّمت حقو وواجبات أفراد الدولة.[٣]


المدينة المنورة في عصر الخلافة الراشدة

المدينة المنورة عصر خلافة أبي بكرٍ

بُويع أبو بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنه- خليفةً للمسلمين بعد وفاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، واجتمعت المدينة المنورة على خلافته، واستقرّت الأوضاع باجتماع المسلمين واتحادهم رغم تأثّرهم الشديد بموت الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وبقيت المدينة المنوّرة العاصمة النبوية ومركز الخلافة في عهد أبي بكرٍ الصدّيق.[٤]


المدينة المنورة عصر خلافة عمر بن الخطاب

بقيت المدينة المنورة مركزاً الدولة الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي اهتمّ بتنظيم مركز القوّة وتوثيق روابط الوحدة بين أجزاء الدولة الإسلامية، كما قام بتطوير أجهزة الحكم وخاصةً بعد انتشار الإسلام والتعامل مع الشعوب الأخرى التي تمتلك أجهزة حكمٍ متطورةٍ وخبرةٍ في العلاقات السياسية، حيث أنشأ ثلاثة مجالس استشاريةٍ هي: مجلس المهاجرين والأنصار، ومجلس المهاجرين، ومجلس العامة الذي ضمّ زعماء القبائل إلى جانب المهاجرين والأنصار، كما وضع نظاماً للإدارة، وأنشأ الدواوين التي كانت بمثابة النظام الإداري للدولة، وطوّر نظام القضاء.[٥]


المدينة المنورة عصر خلافة عثمان بن عفان

بقيت المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- التي انتهت بمقتله في بيته بعد ظهور الفتنة الأولى.[٦] 


المدينة المنورة عصر خلافة علي بن أبي طالب

انتقلت عاصمة الدولة الإسلامية إلى الكوفة في العراق في خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وأصبحت المدينة المنورة مركزاً يتوافد إليه العلماء والفقهاء وطلاب العلم للأخذ عن الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-.[٦]


المراجع

  1. أحمد الخاني (15/4/2013)، المنورة/ "المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 1-11. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد سعيد البوطي، فقه السيرة النبوية، صفحة 147-152. بتصرّف.
  4. موقع قصة الإسلام (19/4/2017)، "خلافة أبي بكر الصديق (10) استخلاف أبي بكر الصديق"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  5. محمد سهيل طقوش، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية، صفحة 323-328. بتصرّف.
  6. ^ أ ب مصطفى الخطيب (18/6/2017)، "تاريخ المدينة المنورة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.