بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة سرًّا لعلمه بمعاداة قومه لدعوته الإسلامية، لذلك استمر بالدعوة سرًّا قرابة ثلاث سنوات من بداية بعثته، ولم يكن ذلك خوفًا من أذى قومه، إنما في سعي منه صلى الله عليه وسلم لتوسيع قاعدة دعوته الإسلامية خلال الدعوة السرية، والتجهيز للجهر بالدعوة بأكبر قدر من الرجال والأسباب التي تعينهم على الصبر على أذى المشركين، فلما جهر بدعوته صلى الله عليه وسلم لاقى هو والمسلمون جميع أنواع الأذى في مكة، وحين اشتد أذى المشركين على المسلمين أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى الحبشة؛ حرصًا منه صلى الله عليه وسلم على الحفاظ على الدعوة الإسلامية وحفظ المسلمين من الأذى الواقع بهم، وقد هاجر المسلمون إلى الحبشة مرتين، وسنتحدث عن تفاصيل ذلك في مقالنا هذا.


الهجرة الأولى إلى الحبشة

في السنة الخامسة للبعثة، وحين اشتد أذى المشركين على الدعوة الإسلامية، أراد النبي صلى الله عليه وسلم حماية الدعوة الإسلامية والمسلمين، فأشار على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لوجود ملك عادل فيها لن يظلم المسلمين كما يفعل أهل مكة حينها، وذلك من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وخوفه على أصحابه من الأذى، فخرج 12 رجلًا، و4 نساء، وفي مقدمتهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان خروجهم خفيةً من شاطئ جدة عبر سفينتين تجاريتين متجهتين نحو الحبشة، وقد تبعتهم قريش أيضًا، ولكنهم كانوا قد غادروا حين وصول قريش إلى الشاطئ، وقد استقبلهم النجاشي ملك الحبشة ورعاهم حق الرعاية.[١][٢]


الهجرة الثانية إلى الحبشة

لم تدم طويلًا هجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة؛ لوصولهم معلومات تفيد بأن قريشًا قد تركت أذى المسلمين وتصالحت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فعادوا حبًّا ورغبةً بعيشهم بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم حين وصلوا مكة كانوا قد اكتشفوا أن ذلك محض إشاعات، وأن أذى المشركين قد ازداد على المسلمين، وعلى إثر ذلك منهم من دخل مكة بالسر ومنهم من عاد إلى الحبشة.


أما هجرة المسلمين الثانية للحبشة فقد كانت في أواخر العام العاشر للبعثة، وكان أذى المشركين قد ازداد مجددًا على المسلمين، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة مجددًا إلى ملك الحبشة النجاشي، مع التخطيط اللازم لذلك؛ لأن قريشًا قد أخذت التدابير اللازمة لمنع هجرة المسلمين مجددًا، فخرج من مكة 83 رجلًا، و18 امرأة بمختلف الأعمار والأحوال، فكانت أرض الحبشة ملجأ لهم حينها لحمايتهم من الظلم، كما كانت منطلقًا لنشر الدعوة الإسلامية.[٣][٤][٥]


نتائج الهجرة إلى الحبشة

كانت لهجرة المسلمين الأولى والثانية إلى الحبشة العديد من النتائج، وأهمها ما يلي:[٦]

  1. فتح المجال لنشر الدعوة الإسلامية في أرض جديدة.
  2. تخفيف الأذى عن المسلمين وحمايتهم من الظلم.
  3. تثبيت المسلمين على دينهم؛ بتوفير حرية العبادة في الحبشة.



بعد الحديث عن هجرتي المسلمين إلى الحبشة من الضروري الإشارة إلى أن الحبشة هي إثيوبيا حاليًّا، وهي تقع شمال شرق قارة إفريقيا.[٧]






المراجع

  1. "الهجرة الأولى إلى الحبشة"، إسلام ويب . بتصرّف.
  2. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 44-45. بتصرّف.
  3. "هجرة المسلمين الثانية إلى الحبشة"، إسلام ويب. بتصرّف.
  4. "توقيت هجرة الحبشة الثانية بالأدلة"، قصة الإسلام. بتصرّف.
  5. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 46. بتصرّف.
  6. "الهجرة إلى الحبشة دروس وعبر"، إسلام ويب. بتصرّف.
  7. "المسلمون في أثيوبيا"، الألوكة. بتصرّف.