وفاة الرسول

بدأت أعراض الألم على الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد عودته من حجّة الوداع بثلاثة أشهر تقريباً، وثبت في صحيح البخاريّ أيضاً أنّ ألمه بدأ في العام السابع للهجرة بعد أن تناول قطعة لحمٍ مسمومةٍ قدّمتها له زوجة سلام بن مشكم اليهودية فقد تأثّر بها رغم أنّه لم يبتلعها، وكان قد تلّقى العناية والرعاية عند مرضع في بيت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بعد أن استأذن زوجاته في ذلك، وأمر أبو بكرٍ -رضي الله عنه- بإمامة الناس في الصلاة.[١]


عمر الرسول عند وفاته

توفّي النبيّ -عليه الصلاة والسلام حينما بلغ من العُمر ثلاث وستون سنةً، إذ كانت وفاته يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وقد اختلف العلماء في تحديد الوقت الذي توفّي فيه من يوم الاثنين؛ فثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه توفّي في نهاية يوم الاثنين، وجزم ابن إسحاق أنّ وفاته كانت وقت الضحى.[٢]


أبرز أحداث وفاة الرسول

برزت عدّة أحداثٍ يوم وفاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُذكر منها:[٣]

  • خرج النبيّ -عليه الصلاة السلام- على المسلمين وهو يؤدّون صلاة الفجر بإمامة أبي بكرٍ لهم في اليوم الذي توفّي فيه، فنظر إلى الصحابة -رضي الله عنهم- وتبسّم ضاحكاً، وقد رجع أبو بكرٍ ظانّاً أنّ النبيّ -عليه السلام- يريد الصلاة والإمامة بالمسلمين، فأشار إليه النبيّ بإتمام الصلاة، وقد ثبت ذلك في صحيح البخاريّ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ أبَا بَكْرٍ كانَ يُصَلِّي لهمْ في وجَعِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، حتَّى إذَا كانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وهُمْ صُفُوفٌ في الصَّلَاةِ، فَكَشَفَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِتْرَ الحُجْرَةِ يَنْظُرُ إلَيْنَا وهو قَائِمٌ كَأنَّ وجْهَهُ ورَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَهَمَمْنَا أنْ نَفْتَتِنَ مِنَ الفَرَحِ برُؤْيَةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَكَصَ أبو بَكْرٍ علَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وظَنَّ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَارِجٌ إلى الصَّلَاةِ فأشَارَ إلَيْنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أتِمُّوا صَلَاتَكُمْ وأَرْخَى السِّتْرَ فَتُوُفِّيَ مِن يَومِهِ).[٤]
  • أرسل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يوم وفاته لابنته فاطمة -رضي الله عنها- لرؤيتها، وقد فأتت إليه، وأسرّ إليها بأمرَين حزنت في الأول وضحكت في الثاني، أمّا الأول فكان -عليه السلام- قد أخبرها أنّه متوفّي وأمّا الثاني أنّها أوّل أهله لحاقاً به؛ أي موتاً بعده.
  • توفّي الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد أن نَصَح أمّته في آخر لحظاته بالصلاة والمحافظة عليها؛ لعِظَم مكانتها ومنزلتها، وكانت آخر أنفاسه وهو على واضعٌ رأسه بين صدر ورقبة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، إذ ثبت في صحيح البخاريّ عنها: (إنَّ مِن نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُوُفِّيَ في بَيْتِي، وفي يَومِي، وبيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي).[٥]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 272. بتصرّف.
  2. موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 621-622. بتصرّف.
  3. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 13. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:680، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4449، صحيح.