بيعة العقبة الأولى

كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يعرض نفسه في موسم الحجّ من كلّ سنةٍ على القبائل التي تتوافد إلى بيت الله الحرام، يدعوهم إلى توحيد الله،[١] حتى التقى جماعة من الخزرج، فسألهم عن أحوالهم، وحدّثهم عن دِين الإسلام، وتلا عليهم بعض آياتٍ من القرآن، فتأثّروا إلى حدٍّ كبيرٍ بما سَمِعوا، فأسلم ستةٌ منهم، ووعدوه بنشر الإسلام بين أهلهم، فعادوا إلى المدينة وذكروا لقومهم ما حصل معهم في مكّة المكرّمة، وأخذوا يدعوا قومهم بما دعاهم إليه الرسول -عليه السلام-، وعادوا إلى مكّة في العام المُقبل فكانت بيعة العقبة الأولى.[٢]


على ماذا نصت بيعة العقبة الأولى؟

تمتّ بيعة العقبة الأولى بين الرسول -عليه الصلاة والسلام- واثني عشر رجلاً من أهل المدينة المنورة في السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية عند جمرة العقبة الكبرى الواقعة بين مكّة ومِنى، ولذُلك سُميّت ببيعة العقبة الأولى، وقد بدأ الإسلام بالانتشار في المدينة المنورة بعدها، أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: وحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِن أصْحَابِهِ: تَعَالَوْا بَايِعُونِي علَى أنْ لا تُشْرِكُوا باللَّهِ شيئًا، ولَا تَسْرِقُوا، ولَا تَزْنُوا، ولَا تَقْتُلُوا أوْلَادَكُمْ، ولَا تَأْتُوا ببُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بيْنَ أيْدِيكُمْ وأَرْجُلِكُمْ، ولَا تَعْصُونِي في مَعروفٍ، فمَن وفَى مِنكُم فأجْرُهُ علَى اللَّهِ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَعُوقِبَ به في الدُّنْيَا فَهو له كَفَّارَةٌ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فأمْرُهُ إلى اللَّهِ، إنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، وإنْ شَاءَ عَفَا عنْه قَالَ: فَبَايَعْتُهُ علَى ذلكَ)،[٣][٤] والبنود التي تمّ الاتفاق عليها بين الطرفين شرحها آتياً:


1- توحيد الله وعدم الإشراك به

توحيد الله وعبادته وحده دون الإشراك به أساس كلّ شيءٍ فكان البند الأول من بنود البيعة لتُبنى عليه القيم والمبادئ التي نادت بها الشريعة الإسلامية.[٥][٦]


2- عدم السرقة

بايع الرسول -عليه الصلاة والسلام- أهل المدينة على عدم السرقة والاعتداء على ملكّيات الآخرين، وبذلك بدأ -عليه السلام- الارتقاء بالأخلاق التي بُعث لإتمامها.[٥][٧]


3- عدم الزنا

فالمحافظة على الأعراض وعدم الاعتداء عليها من أهمّ وأعظم الأخلاق التي حَرِصَ الإسلام على تنشئة المسلم عليها.[٥]


4- عدم قتل الأولاد

حَرِصَ الإسلام على القضاء على الأخلاق الرذيلة والأفعال السيئة التي كانت منتشرةً في الجاهلية، ومنها: قتل الأولاد، إذ منع الإسلام وحرّم قتل الأولاد لأي سببٍ كان.[٥]


5- الصدق وشهادة الحق

اشترط الرسول -عليه الصلاة والسلام- على مَن بايعه الصدق في الأقوال والأفعال وعدم الإتيان بما يخالف تعاليم الإسلام وشرائعه.[٥][٨]


6- طاعة الرسول

أمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- مَن بايعه بطاعته وعدم عصيانه أو مخالفة أوامره، إذ إنّه لا يأمر إلّا بالمعروف والبرّ، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)،[٩][٥][٥]


المراجع

  1. محمد سعيد رمضان البوطي، كتاب فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 115. بتصرّف.
  2. محمد الطيب النجار ، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 162. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:3892، صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ راغب السرجانيّ، السيرة النبويّة، صفحة 7.
  5. راغب السرجاني (2010/04/21)، "بيعة العقبة الأولى"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  6. راغب السرجاني (2010/04/21)، "بيعة العقبة الأولى"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  7. موقع الإسلام سؤال وجواب (07-02-2018)، "تفسير البهتان المفترى بين الأيدي والأرجل"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021.
  8. سورة النساء، آية:59