حدثت أول هجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة النبوية، وهي أول هجرة في الإسلام،[١] حيث كان سبب حدوثها اشتداد أذى المشركين واضطهادهم للمسلمين، بعد سنتين من الجهر بالدعوة الإسلامية، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حال المسلمين ذاك، وما وصلوا إليه من حرج وضيق، وكاد عذاب قريش وتنكيلها بهم أن يفتنهم عن دينهم، ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- قادراً على حمايتهم، وقد كان هو في حماية عمّه، اقترح عليهم أن يهاجروا من مكة إلى مكان آمن، يرتاحون فيه مما هم فيه من الأذى والتعب، ويتخلّصون من تسلّط قريش وتضييقها عليهم، ويأمنون على دينهم وعلى أنفُسهم، وكان أفضل مكانٍ يلجأ إليه المسلمون في ذلك الوقت هو الحبشة، حيث كانت تحت حُكم النجاشي، وكان ملكاً عادلاً، لا يُظلم عنده أحد، فهاجر المسلمون إلى الحبشة الهجرة الأولى.[٢]


عدد المهاجرين وأسماؤهم

خرج خمسة عشر شخصاً من المسلمين مهاجرين إلى أرض الحبشة أول هجرة، وكانوا أحد عشر رجلاً وأربع نسوة،[٣] وقيل خمس نسوة، بزيادة أم كلثوم بنت سهيل بنت عمرو، زوجة أبي سبرة بن أبي رهم،[٤] وكان أول من خرج مهاجراً من المسلمين عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وزوجته رقية بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان عثمان بن عفان هو أمير المهاجرين،[٥] أما أسماء بقية المهاجرين رجالاً ونساءً، فهي كالتالي:[٣]

  • أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة.
  • سهلة بنت سهيل بن عمرو، زوجة أبي حذيفة.
  • أبو سلمة بن عبد الأسد.
  • أم سلمة بنت أبي أمية، زوجة أبي سلمة.
  • الزبير بن العوام.
  • مصعب بن عمير.
  • عبد الرحمن بن عوف.
  • عثمان بن مظعون.
  • عامر بن ربيعة.
  • ليلى بنت أبي حثمة، زوجة عامر بن ربيعة.
  • أبو سبرة بن أبي رهم.
  • سهيل بن بيضاء.
  • أبو حاطب بن عمرو.


كيف تمت الهجرة؟

  • تمت الهجرة الأولى إلى الحبشة بطريقة سرّية، حيث لم يكن بمقدور المسلمون الهجرة علناً أمام قريش، فلن تسمح لهم قريشٌ بذلك، ولن تدعهم يخرجون من مكة، ولذلك فقد قرّر المسلمون الهجرة سرّاً، فخرجوا في جنح الظلام متسلّلين، دون أن يشعر بهم أحد، ثم توجهوا باتجاه البحر، نحو ميناء شعيبة على البحر الأحمر، حتى وصلوا إليه، وهناك عند شاطئ البحر هيأ الله -تعالى- لهم سفينتين تجاريتين، كانتا تريدان الإبحار نحو الحبشة، فركبوا فيهما.[٦]
  • وكانت أجرة ركوبهم نصف دينار، وتم انطلاق السفينتين نحو الحبشة، وفي هذه الأثناء كانت قريش قد أحسّت برحيل المهاجرين، وعرفت بأمرهم، فجنّ جنونها ولحقت بهم، لكنها لم تستطع إدراكهم، فما إن وصل المشركون إلى ساحل البحر، حتى كانت السفينتان قد ابتعدتا وأصبحتا في عرض البحر، وهكذا خرج المسلمون بأمان دون أن ينالهم سوء من قريش، ونجحت خطة الهجرة، ووصلوا إلى أرض الحبشة بسلام، ومكثوا فيها ثلاثة أشهر ثم عادوا بعد ذلك إلى مكة.[٧]


المراجع

  1. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 129. بتصرّف.
  2. سعد المرصفي، الجامع الصحيح للسيرة النبوية، صفحة 1255. بتصرّف.
  3. ^ أ ب العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 315-316. بتصرّف.
  4. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 350. بتصرّف.
  5. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 81. بتصرّف.
  6. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 82. بتصرّف.
  7. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 316-317. بتصرّف.