اسم عبد المطلب

اسم عبد المطلب جد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، هو شيبة الحمد، وقيل عامر، واختُلف في سبب تسميته بشيبة الحمد، فقيل لكثرة حمد الناس له، فقد كان سيد قريش بلا منازع، وكان الناس يفزعون إليه عند المصائب، وقيل سمي بذلك تفاؤلاً بأن يعيش طويلاً حتى سن الشيب، وقيل لأنه وُلد وفي رأسه شيبة،[١] وهذا هو القول الأشهر،[٢] واختُلف في سبب تسميته بعبد المطلب، فقيل لأن عمه المطلب عندما جاء به من المدينة إلى مكة وهو صغير، كانت ثيابه بالية ممزقة، وكان الناس يسألون المطلب، من هذا الغلام؟ فيقول لهم عبدي، استحياءً أن يقول ابن أخي وهو في تلك الحالة، ثم ألبسه ثياباً جديدة وأخبرهم بأنه ابن أخيه، لكنهم ظلوا ينادونه عبد المطلب، وخصوصاً أن العرب كانوا يقولون لليتيم الذي يعيش في حجر أحد؛ هو عبده،[١] وقيل لأن أباه هاشم عندما حضرته الوفاة، قال لأخيه المطلب -عمِّ شيبة الحمد- أدرك عبدك، يعني بذلك ابنه شيبة الحمد.[٣]


صفات عبد المطلب جد الرسول

كان عبد المطلب رجلاً شريفاً في قومه، وكانت له مكانة مرموقة بين العرب، وكان حليماً وحكيماً، وكان كريماً شديد الكرم، وكان يلقب بسبب ذلك بالفياض، ولقب أيضاً بمُطع طير السماء، لأنه كان يضع الطعام للطيور والوحوش في الجبال، وقد حرم على نفسه الخمر، وكان مستجاب الدعاء، وكان يحث أولاده على مكارم الأخلاق، وينهاهم عن الظلم والبغي، وكان يرفض عبادة الأصنام، ويوحد الله -تعالى-، وكان يدعو إلى الوفاء بالنذر، وقطع يد السارق، وينهى عن الزنا ونكاح المحارم، وقتل الموؤدة، وشرب الخمر، والطواف بالكعبة عرايا،[٤] وكان رجلاً جميلاً جداً، تعلوه الهيبة والوقار، حتى أن أبرهة الحبشي هابه لما رآه، فنزل عن كرسيه وجلس بجانبه إعظاماً وإكراماً له.[٥]


محبة عبد المطلب للرسول

كان عبد المطلب شديد المحبة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو صغير، فقد فرح فرحاً كبيراً في يوم ولادته، واستبشر به، وقام بختانه في اليوم السابع من ولادته، وكانت هذه عادة العرب، وعقَّ عنه بكبش، وأقام له مؤدبة، وسماه محمداً، ولم يكن هذا الاسم مألوفاً لدى العرب من قبل، فلما سألته قريش عن سبب تسميته بهذا الاسم، أجابهم: "أردت أن يحمده الله -تعالى- في السماء وخلقه في الأرض"،[٦] ومن شدة محبة عبد المطلب للرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه أرسله مرة في حاجة له وهو غلام، فتأخر في العودة، فقلق عليه حتى ذهب إلى الكعبة وأخذ يدعو الله -تعالى- أن يرده إليه قائلاً: "رَبِّ رُدَّ إِلَيَّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا... رُدَّهُ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا"، فلما عاد قال له: "يَا بُنَيَّ لَقَدْ جَزِعْتُ عَلَيْكَ جَزَعًا لَمْ أَجْزَعْهُ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، وَاللَّهِ لا أَبْعَثُكَ فِي حَاجَةٍ أَبَدًا، وَلَا تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أبدًا".[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب نور الدين الحلبي، السيرة الحلبية، صفحة 9. بتصرّف.
  2. أبو مدين الفاسي، مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار، صفحة 38. بتصرّف.
  3. نور الدين الحلبي، السيرة الحلبية، صفحة 12.
  4. نور الدين الحلبي، السيرة الحلبية، صفحة 9-10. بتصرّف.
  5. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 20-21. بتصرّف.
  6. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 80-81. بتصرّف.
  7. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 106-107. بتصرّف.