إن الإسراء والمعراج يمثلان حركتان أرادهما الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من أجل أن يرى آيات رب العالمين في السموات وفي الأرض؛ وذلك لتزداد معرفة النبي صلى الله عليه وسلم وقوته، ولينطلق أكثر في إيصال رسالة الله سبحانه وتعالى وهي رسالة الإسلام التي تشتمل على جميع الرسالات السماوية، وقد اشتملت تلك الرحلة على الكثير من التخفيف لما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من أذى الكفار وأهل قريش خلال دعوته إلى الإسلام، لذلك منحه الله سبحانه وتعالى هذه الرحلة، وفي مقالنا هذا سنتعرف على الفرق بين الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف.


ما الفرق بين المبعث والإسراء والمعراج؟

فيما يلي توضيح لكل من المبعث والإسراء والمعراج:


المبعث

يطلق مصطلح المبعث على وقت منح النبي صلى الله عليه وسلم النبوة عندما كان في سن الأربعين، وكان ذلك عام 610 للميلاد، فقد كانت البشرية تعيش في جهل وضلال، إذ كان بعث الرسل قد انقطع منذ زمن طويل، فبعث الله سبحانه وتعالى النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون نبيًّا ورسولًا، وكان مكان المبعث في غار حراء عندما أرسل الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه آيات من سورة العلق لتكون تلك الآيات هي أول ما نزل من القرآن الكريم: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"،[١] ثم تتابع بعد ذلك نزول آيات القرآن الكريم، فكانت بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين لما كانوا يعيشونه من جهل وظلم وفاحشة، وقد قال الله سبحانه وتعالى في ذلك: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".[٢][٣][١]


الإسراء والمعراج

الإسراء مصطلح يدل على رحلة النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس، وكان ذلك في الليل، وهذا يسمى المسرى.[٤]


المعراج هو مصطلح فيه دلالة على صعود النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السموات العلا، فقد مر في تلك الرحلة بالسموات السبع جميعها والتقى بنبي في كل سماء، وفي هذه الرحلة فرضت الصلوات الخمس، وقد رجع النبي بعد هذه الرحلة إلى فراشه في الليلة نفسها.[٤]


أما عن تاريخ رحلة الإسراء والمعرج وعمر رسول الله حينها، فيرجح أنها كانت في السنة الثانية عشرة من البعثة، أي عندما كان عمره صلى الله عليه وسلم اثنين وخمسين عامًا، وكانت تحديدًا في ليلة السابع والعشرين من رجب، ويقال إنها كانت في شهر ربيع الأول.[٥]


صفة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث للناس عامة، فقد بعثه الله سبحانه وتعالى إلى أهل الأرض من الجن والأنس، والعرب والعجم، ليدعوهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، وقول لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم تصديقًا لذلك: "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".[٦][٧]


المراجع

  1. ^ أ ب سورة العلق، آية:1-5
  2. سورة الأنبياء، آية:107
  3. " بداية البعثة النبوية "، إسلام ويب. بتصرّف.
  4. ^ أ ب " الإسراء والمعراج "، إسلام ويب. بتصرّف.
  5. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 153. بتصرّف.
  6. سورة الأعراف، آية:158
  7. " صفة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم "، الإمام ابن باز. بتصرّف.