عدد مهاجري هجرة الحبشة الأولى
بلغ عدد مهاجري هجرة الحبشة الأولى خمسة عشر مهاجراً ومهاجرة، منهم أحد عشر رجلاً وأربع نساء، وقد أمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة من مكة إلى أرض الحبشة، وكان أول من خرج مهاجراً إلى الحبشة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وزوجته رقية بنت الرسول -رضي الله عنها-،[١] وقد حدثت هذه الهجرة في السنة الخامسة من البعثة النبوية.[٢]
أسباب هجرة الحبشة الأولى
كانت قريش قد بدأت بإيذاء المسلمين واضطهادهم، وتعذيب الضعفاء منهم، وأخذ هذا الأمر يزداد ويشتد يوماً فيوماً، حتى وصل إلى حدٍّ لا يُحتمل، فأصبح المسلمون يفكرون بطريقة تُخلصهم من هذا العذاب الأليم، وأثناء هذه الظروف الصعبة نزلت سورة الكهف، وفيها قصة الفتية الذين فروا بدينهم خوفاً من الفتنة، ثم نزلت سورة الزمر وفيها قول الله -تعالى-: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}،[٣] فكانت إشارة للمسلمين بالهجرة.[٤]
لماذا تم اختيار الحبشة مكاناً للهجرة؟
عندما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما حلَّ بأصحابه من العذاب والأذى الشديد، ولم يكن قادراً على حمايتهم أو منع الأذى عنهم، قرر أن يفروا بدينهم ويهاجروا من مكة إلى الحبشة، وقد اختار الحبشة لأنه عَلِم بأن ملكها النجاشي ملكٌ عادل، لا يظلم أحداً، ويُجير من يستجير به، فقال لأصحابه: (إنَّ بأرضِ الحَبَشةِ ملِكًا لا يُظلَمُ أحدٌ عندَه؛ فالحَقوا ببِلادِه حتى يَجعَلَ اللهُ لكم فَرَجًا ومَخرجًا).[٥][٦]
كيف هاجر الصحابة إلى الحبشة؟
خرج الصحابة من مكة في عتمة الليل متسللين، حتى لا يشعر بهم أحد من قريش، وتوجهوا إلى البحر، ووصلوا إلى ميناء شعيبة، فهيأ الله -تعالى- لهم سفينتين تجاريتين متجهتين نحو الحبشة، فركبوا فيهما، وانطلقت السفينتان، ثم علم كفار قريش بخبر فرار المسلمين، فاتبعوا آثارهم، ووصلوا إلى ساحل البحر، ولكنهم لم يجدوا أحداً، فقد كانت السفينتان قد أبحرتا قبل وصولهم بوقت مناسب، ووصل الصحابة إلى أرض الحبشة بأمان، وذهبوا إلى النجاشي، فاستقبلهم وأمَّنهم وأكرمهم، وكانوا عنده في خير دار وخير جوار.[٧]
أسماء مهاجري هجرة الحبشة الأولى
فيما يأتي ذكر أسماء الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة:[٨]
- عثمان بن عفان.
- أبو حذيفة بن عُتبَة بن ربيعة.
- الزبير بن العوام.
- مصعب بن عمير.
- عبد الرحمن بن عوف.
- أبو سَلَمَة بن عبد الأسد.
- عثمان بن مظعون.
- عامر بن ربيعة.
- أبو سَبْرَةَ بن أبي رُهْم.
- سُهيل بن بَيضاء.
- أبو حاطِب بن عمرو.
- رُقية بنت الرسول، وهي زوجة عثمان بن عفان.
- سَهْلَة بنت سُهيل بن عمرو، وهي زوجة أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة.
- أم سَلَمَة بنت أبي أميَة، وهي زوجة أبي سلمة بن عبد الأسد.
- ليلى بنت أبي حثمة، وهي زوجة عامر بن ربيعة.
المراجع
- ↑ العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 315. بتصرّف.
- ↑ محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:10
- ↑ المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 81. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:208، حديث سنده صحيح.
- ↑ محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 349. بتصرّف.
- ↑ المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 82. بتصرّف.
- ↑ العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 316. بتصرّف.