عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ما يتعرض له أصحابه من أذى الكافرين دون أن يستطيع حمايتهم أمرهم بالخروج إلى الحبشة، وأخبرهم بوجود حاكم عادل هناك اسمه النجاشي، فاستجاب المسلمون لأمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وخرجوا من مكة المكرمة متجهين نحو الحبشة؛ وذلك من أجل الحفاظ على دينهم والابتعاد عن الخوف من الفتنة، وبذلك كانت الهجرة إلى الحبشة أول هجرة في الإسلام، وكانت هذه الهجرة على مرحلتين؛ فكان هناك الهجرة الأولى إلى الحبشة، والهجرة الثانية إلى الحبشة، وفي الهجرتين هاجر عدد من المسلمين من النساء والرجال، وفي مقالنا هذا سنتعرف على أعداد الماهجرين إلى الحبشة، وأسباب اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم للحبشة دون غيرها كمكان للهجرة.[١]
كم عدد من هاجر إلى الحبشة؟
في الهجرة الأولى إلى الحبشة هاجر مجموعة من الصحابة عددهم اثنا عشر رجلاً وأربع نساء، وكان القائد عليهم هو عثمان بن عفان ومعه السيدة رقية بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، أما في الهجرة الثانية إلى الحبشة فكان عدد المهاجرين ثلاثة وثمانون رجلًا وثماني عشرة امرأة، ويقال أيضًا تسع عشرة امرأة.[٢]
أسباب هجرة المسلمين إلى الحبشة
فيما يأتي عرض لأهم أسباب الهجرة إلى الحبشة، والتي دعت المسلمين إلى الخروج من مكة:[٣]
- الابتعاد عن الأذى الذي كانوا يتعرضون له في مكة المكرمة من قريش والمشركين.
- حماية الدعوة الإسلامية من الفتن.
- الحفاظ على القوة الإيمانية التي كانت لدى المهاجرين.
أسباب اختيار الحبشة دون غيرها من المدن
من الأسباب التي دعت إلى اختيار الحبشة دون غيرها من المدن أن الحاكم الذي يحكم الحبشة آنذاك كان حاكمًا عادلًا، كما أن وجود النصارى بوصفهم أهل الحبشة دعّم من اختيار الحبشة للهجرة، إذ إن النصارى هم أقرب إلى المسلمين مقارنةً بأصحاب الديانات الأخرى، إضافة إلى أن الحبشة كانت آنذاك من المدن النشطة اقتصاديًّا.[٣]
كيف هاجر المسلمون إلى الحبشة؟
كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة في شهر رجب في السنة الخامسة من البعثة، وكانت الهجرة في الليل المظلم، وفي السر؛ كي لا تشعر قريش بخروجهم، فذهبوا إلى ميناء شعيبة، وسافروا عبر سفينتين تجارتين ذاهبتين إلى الحبشة، وعندما انتبهت قريش إلى غيابهم تبعت أثرهم، ولكنها لم تتمكن من اللحاق بهم، فقد كانت السفينتان قد أبحرتا.[٤]
المراجع
- ↑ رمضان البوطي، كتاب فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 91. بتصرّف.
- ↑ " عدة المهاجرين والمهاجرات إلى الحبشة "، إسلام ويب. بتصرّف.
- ^ أ ب راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 81-82. بتصرّف.