عدد الرجال في الهجرة الثانية للحبشة

هجرة الحبشة الثانية

هاجر المسلمون إلى الحبشة مرةً ثانيةً في السنة السابعة من البعثة، بعد أن عادوا من الهجرة الأولى من نفس السنة التي هاجروا فيها حينما بلغهم خبر إسلام قبيلة قريش، فرجعوا إلى مكة آملين أن يعيشوا مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وبين قومهم وأهليهم آمنين، فلمّا وصلوا قريباً من مكة تبيّن لهم حقيقة الأمر وكان كذباً، ثمّ اشتدّ التعذيب في أرض مكة بالمؤمنين المُستضعفين، فأمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالهجرة الثانية إلى الحبشة.^[١]

عدد الرجال في الهجرة الثانية للحبشة

بلغ عدد مَن خَرج في الهجرة الثانية إلى الحبشة ثلاثة وثمانون رجلاً إن كان من بينهم عمّار بن ياسر -رضي الله عنه-؛ إذ إنّ في هجرته خلافٌ بين العلماء، واثنان وثمانون رجلاً إن لم يكن من بينهم، وكان من بينهم أيضاً: جعفر بن أبي طالبٍ الذي كان أميرهم في تلك الهجرة، والمقداد بن الأسود، والسائب بن عثمان بن مظعون، وعبدالله بن مسعود، وعتبة بن مسعود، وعُبيد الله بن جحش وأخوه عبدالله، أمّا النساء اللواتي هاجرن إلى الحبشة في المرّة الثانية فبلغ عددهنّ ثمان عشرة امرأةً.^[٢][٣]

قرار الهجرة

كان قرار الهجرةٍ الثانية إلى الحبشة أصعبُ بكثيرٍ من القرار الأول لعدّة أمورٍ، منها:^[٤]

عدد المهاجرين

أن العدد كبيرٌ جداً مقارنة بعدد الذين هاجروا في المرة الأولى، بالإضافة إلى الأطفال والمتاع، وبالنظر إلى حجم مكة الصغير فإنّ خروج ما يقارب مئة شخصٍ منه يؤثّر عليها.^[٤]

استعداد قريش

اتّخاُذُ قريش حذرها، وإغلاقها أبواب مكّة، ووضعها للحرّاس على كلّ المداخل والمخارج؛ لعلمها خطورة انطلاق المسلمين إلى الحبشة.^[٤]

هجرة أصحاب المكانة والجاه

هاجر الكثير من أصحاب الجاه والمكانة في قريش إلى الحبشة، يُذكر منهم:^[٤]

• أم حبيبة بنت أبي سفيان: إذ كان سفيان بن حرب بن أميّة زعيم زعماء مكّة في ذلك الوقت، وشديد العداوة للرسول -عليه الصلاة والسلام-.
• أبو حذيفة بن عُتبة بن ربيعة: ووالده أحد أكبر زعماء الكفّار في مكّة الذي حاربوا دعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، كما أنّه ألحق الأذى به.
• أولاد سهيل بن عمرو: وقد هاجر منهم ثلاثةٌ؛ ابنتيه سهلة وأم كلثوم وابنه عبدالله، وكان سهيل بن عمرو من أكبر زعماء قبيلة قريش الذين حاربوا الرسول -عليه السلام-، وهو الذي فاوض المُسلمين في صلحِ الحديبية نيابةً عن قريش.
• فراس بن النضر بن الحارث: ووالده هو مَن أتى بالأساطير والخرافات ونشرها بين الناس؛ ليصرفهم عن سماع دعوة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وليُبعدهم عن دين الله بكلّ طريقةٍ ممكنةٍ.
• هشام بن العاص بن وائل: وكان والده من أشدّ المجرمين الذي ألحقوا الأذى بالرسول -عليه السلام- ورسالته، وواحدٌ من الذين لعنهم الله -تعالى- في قوله: (أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأوتَيَنَّ مالًا وَوَلَدًا).^[٥]