الأذان في الإسلام

يُعدّ الأذان من الشعائر الإسلامية الثابتة فيه؛ حيث ذهب العلماء إلى أنَّ حكم الأذان فرض كفاية، حتى يُعلِم بدخول وقت صلاة الفريضة، ويكون بألفاظ محددة، وقد وصف السيد سابق -رحمه الله تعالى- الأذان فقال: "يبدأ بالتكبير، ثم يُثنِّي بالتوحيد ونَفْي الشريك، ثم بإثبات الرسالة لنبيّنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ الدعاء إلى الطاعة المخصوصة، وهي الصلاة، ثمّ الدعاء إلى الفلاح، وهو البقاء الدائم، وفيه إشارة إلى المعاد، يومِ القيامة"، وفي فضل الأذان قال رسول الله: (لا يسمع مدى صوت المؤذن جنٌّ ولا إنسٌ ولا شيء، إلا شهِد له يوم القيامة)،[١][٢] وفي هذا المقال ذكر الصحابة المؤذنين الذي كانوا في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.


من هو مؤذن الرسول؟

كان في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أكثر من صحابي متخصص بالأذان، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كان للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثةُ مُؤذِّنين : بلالٌ وأبو محذورةَ ، وابنُ أمِّ مكتومٍ)،[٣] وقد ذكر ابن حجر العسقلاني -رحمه الله تعالى- أنّ الصحابي سعد القرظ -رضي الله عنه- كان المؤذن الرابع للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان مختص بالأذان في مسجد قباء، أمّا المؤذن بلال بن رباح -رضي الله عنه- فكان المؤذن الراتب، وأبو محذورة -رضي الله عنه- هو مؤذن مكة، والصحابي ابن أم مكتوم اقتصر أذانه في صلاة الفجر فقط.[٤]


كيف شُرع الأذان؟

شُرّع الأذان في عصر النبوة في المدينة، حيث ذكر ذلك عبد الله بن زيد، فقال: (لمَّا أجمع رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن يضرِبَ النَّاقوسَ يجمَعُ النَّاسَ للصَّلاةِ وهو له كارهٌ لموافقةِ النَّصارَى، طاف بي طائفٌ من اللَّيلِ وأنا نائمٌ، رجلٌ عليه ثوبان أخضران في يدِه ناقوسٌ يحمِلُه، قال: فقلتُ يا عبدَ اللهِ تبيعُ النَّاقوسَ؟ قال: وما تصنعُ به؟ قال: قلتُ ندعو به للصَّلاةِ، قال: أفلا أدُلُّك على خيرٍ من ذلك؟ قال: قلتُ بلَى، قال: تقولُ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، "إلى نهاية الأذان"، ثمَّ استأخر غيرَ بعيدٍ، ثمَّ قال: تقولُ إذا أُقيمت الصَّلاةُ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، حيَّ على الصَّلاةِ ، حيَّ على الفلاحِ، قد قامت الصَّلاةُ قد قامت الصَّلاةُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، قال: فلمَّا أصبحتُ أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبرتُه، فقال: إنَّ هذه الرُّؤيا حقٌّ إن شاء اللهُ، قال: ثمَّ أمر بالتَّأذينِ فكان بلالٌ مولَى أبي بكرٍ يُؤذِّنُ بذلك ويدعو رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى الصَّلاةِ، قال: فجاءه ذاتَ غداةٍ إلى صلاةِ الفجرِ فقال: فقيل له: إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- نائمٌ، قال: فصرخ بلالٌ بأعلَى صوتِه: الصَّلاةُ خيرٌ من النَّومِ، قال سعيدُ ابنُ المُسيِّبِ: فدخلت هذه الكلمةُ في التَّأذينِ بصلاةِ الفجرِ)،[٥] وهكذا شُرّع الأذان برؤيا لصحابي جليل، وقد أقرّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.[٦]



مواضيع أخرى:

صفات مؤذن الرسول

كم عدد المؤذنين في زمن الرسول؟


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:609، حديث صحيح.
  2. الشيخ صلاح نجيب الدق (1/8/2016)، "أحكام الأذان"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
  3. رواه أبو بكر بن إسحاق الصبغي ، في السنن الكبرى، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:429، حديث صحيح.
  4. "مؤذنو الرسول صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، 18/10/2004، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.
  5. رواه ابن عبدالبر، في التمهيد، عن عبدالله بن زيد، الصفحة أو الرقم:23، حديث ثابت.
  6. "هل الأذان من الوحي أو اقتراح من صحابي"، الإسلام سؤال وجواب، 26/2/2000، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.