من الذي سمى النبي محمد؟

ذكر أهل السير والتاريخ عدّة روايات في تسمية النبي -صلى الله عليه وسلم-، واختيار اسمه؛ نذكرها على النحو الآتي:[١]

  • إنّ آمنة بنت وهب والدة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أُمرت في المنام أن تسمّيه محمد، وقيل أن تسمّيه أحمد.
  • إنّ عبد المطلب جدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من سمّاه محمد؛ بإلهام من الله -تعالى-.
  • إنّ الله -تعالى- هو من سمّاه قبل الخليقة كلّهم بآلاف السنين، فقد رأى سيدنا آدم -عليه السلام- اسم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مكتوباً على ساق العرش، وهو ما يزال بين الروح والطين، كما رأى اسمه على أشياء كثيرة في الجنّة؛ وكل هذه المرويات لا ترقى إلى درجة الصحّة في شيء.[٢]


ومن الجدير بالذكر أنّ الرواية الثانية هي الرواية المشهورة عند أكثر المؤلفين وكتّاب السيّر؛ والتي تنصّ على أنّ عبد المطلب جدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من سمّاه محمد؛ وقد نقل ذلك عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، حيث قال: "لمّا وُلد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عقّ عنه -أي يوم سابع ولادته-؛ جدّه بكبش، وسمّاه محمداً".[١]


ولمّا سُئل عبد المطلب عن سبب تسميته لحفيده بهذا الاسم؛ علّل ذلك برغبته أن يُحمد في السماء والأرض، فيكون صاحب أخلاق حميدة بين الناس، فيناسب الاسم المسمّى به، ولا تعارض بين إلهام عبد المطلب، ورؤيا آمنة بت وهب؛ فقد تكون آمنة أخبرته برؤيتها، فوافق ذلك إلهام الله -تعالى- لعبد المطلب باختيار هذا الاسم للنبي -صلى الله عليه وسلم-.[١]


هل سمّى أحد قبل النبي باسم محمد؟

رُوي عن جمعٍ من أهل العلم أنّ من مؤشرات نبوة سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- أنّه لم يُسمَ أحدٌ باسمه قبل مولده؛ صيانةً من الله -تعالى- لهذا الاسم، كما كان في تسميّة يحيى بن زكريا -عليهما السلام-؛ إذ لم يجعل الله -تعالى- لاسمه من قبل سميّاً، وقد سمّى الله -تعالى- النبي في الكتب السماويّة المتقدمة، وبشّر به أنبياءه؛ وأفرده بالتسميّة لئلا يقع الاشتباه في الاسم.[٣]


وقيل إنّ أهل الكتاب لمّا بُشّروا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، واقترب زمانه منهم؛ أخذوا يُسمّون أبناءهم بهذا الاسم؛ رجاء أن يكون أحدهم هو النبيّ المنتظر؛ خاتم الرسالات والمرسلين،[٣] وقد عدّ بعض أهل العلم من تسمّى بذلك بنحو عشرين شخصاً، مع تكرار ووهم، فقيل إنّهم تلخّصوا بخمسة عشر شخصاً، والله -تعالى- أعلم.[٤]


من أسماء النبي محمد

ثبت في الصحيح عن جبير بن مطعم -رضي الله عنه-، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للصحابة الكرام: (لِي خَمْسَةُ أسْماءٍ: أنا مُحَمَّدٌ، وأَحْمَدُ، وأنا الماحِي الذي يَمْحُو اللَّهُ بي الكُفْرَ، وأنا الحاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ علَى قَدَمِي، وأنا العاقِبُ)؛[٥] والعاقب الذي جاء عقب من بعده من الأنبياء -عليهم السلام-، فلا نبيّ بعده.[٦]


ويظهر من بيان النبي -صلى الله عليه وسلم- لتسميّته بالماحي، والحاشر، والعاقب؛ بأنّ هذه الأسماء تتعلق بنبوته -صلى الله عليه وسلم-، وبكونه رسولاً من الله -تعالى-، أمّا الأسماء الأولى: محمد وأحمد؛ فهي من الأسماء التي قد يشترك في التسميّة بها عامّة الناس، فلا تختصّ بالنبوة أو الرسالة.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت نور الدين الحلبي، السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، صفحة 115-116، جزء 1. بتصرّف.
  2. "من سمى الرسول باسم محمد"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب الزرقاني، محمد بن عبد الباقي، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 244، جزء 4. بتصرّف.
  4. عبد الرحمن المباركفوري، تحفة الأحوذي، صفحة 104، جزء 8. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم:3532، صحيح.
  6. ^ أ ب صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 18، جزء 1. بتصرّف.